حزب التحالف الوطني للسلم والنماء يتميّز بحركيّة مكثّفة محليّة وكذلك خارجية إذ كان الحزب التونسي الوحيد الذي نظّم رحلات جويّة لمدينة بنغازي لفائدة الثورة الليبية وكان من الواقفين بجديّة دعما لتطلعات الشعب الليبي للحرية، ومن أخبار الحزب أنّه يستعد لتنظيم مشاركة تونسية في اتجاه مجهودات رفع الحصار عن قطاع غزّة الفلسطيني ومساندة أهاليه. يمتاز عمل التحالف بالكثير من التنظيم والحبكة على الرغم من حداثته إذ كان من بين الأحزاب التي نالت تأشيرة العمل القانوني بعد 14 جانفي، يؤمن كثيرا بالعمل الميداني والاتصال المباشر وعلى حداثته استطاع أن يبعث العديد من الفروع في العديد من الجهات كما نظّم العديد من الأنشطة والندوات ذات المضمون السياسي والفكري والاقتصادي. حتّى في تركيبة قيادته أمكن لحزب التحالف أن يستقطب العديد من الكفاءات التونسيّة وخاصة تلك الّتي كانت في المهجر زمن النظام السابق مع ضمان التواصل مع تيارات مختلفة تحت يافطة «التحالف الوطني» لتحقيق السلم السياسية والأمنية والاجتماعية ولاحقا تأمين النماء المطلوب لكامل البلاد. في نزول: أحمد الخصخوصي إصرار أحمد الخصخوصي الأمين العام لأحد شقي حركة الديمقراطيين الاشتراكيين على حجب الواقع الحقيقي الّّذي تعيشه حركته يجعله في وضعية معقّدة جدّا ليس فقط تجاه الرأي العام والإعلام الوطني بل كذلك تجاه مناضلي الحركة من الّذين رغبوا في تحقيق انطلاقة فعلية ل «ح د ش» بعد الثورة وتأمين أفضل السبل لها لاستعادة مكانها داخل المشهد السياسي الوطني. كلّ الوقائع والمعطيات والأحداث والوثائق الإداريّة والقانون الانتخابي للمجلس التأسيسي تُثبت أنّ حركة الديمقراطيين الاشتراكيين بوضعها الحالي –أي برأسين لن يكون بإمكانها المشاركة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي. وشخصيا لا أدري كيف يقرأ السيّد أحمد الخصخوصي حضوره جنبا إلى جنب مع «غريمه» الطيّب المحسني في اللقاء الّذي عقده الوزير الأوّل هذا الأسبوع في قصر المؤتمرات للإعلان عن موعد انتخابات المجلس التأسيسي ، كما لا أعرف لماذا رفض الخصخوصي مبادرات التوحيد ولم الشمل وإنهاء الإنقسام داخل الحركة ليس فقط تلك الّتي قدّمها «خصمهُ» المحسني بل كذلك تلك الصادرة عن وجوه معروفة في الحركة مثل محمّد علي خلف اللّه وإعليّة العلاني (الّذي اضطرّ للانسحاب نهائيا) ، ولا أعرف في أيّ خانة يضع الرجل الاستقالات الأخيرة من الحركة وخاصة منها لعضو مكتبه السياسي نجيب العياري وعضو مجلسه الوطني جمال عبد الناصر الجندلي اللذين عبّرا في نص استقالتهما عن خيبة أمل في مسار النهوض بالحركة.