لا أعرف لماذا ينتابني احساس بالألفة كلما رأيتك... وأشعر أنني أعرفك منذ ألف سنة أو يزيد. وتحدوني رغبة جامحة في أن أطبع على جبينك قبلة، نعم قبلة في حجم وطن. كلما أراك يا مية الجريبي أحس بالاطمئنان على هذا الوطن... واستعيد أملا في أن الظلم والقهر راحلان عن هذا الوطن... أنثى في حجم اليد انصاعت لشهوة الوطن واختارت أن تكون قربان حرية يا أيها الحزن المنسكب قربا على فقراء وطني يا أيها الهم المنهمر مع مطر الشتاء، ترجل... تمهل... وانتظرها للصباح، على رصيف الوطن. لها أن تغمض عينيها وتنام ملء جفنيها وتنسى للصباح، أطفال «بوعرادة» وعجائز «العروسة» وشيوخ تاكلسة لكن!!! أنى للحزن الانساني أن يفارق الشرفاء ويهادن أنثى حالمة بحرية وطن الأستاذة مية الجريبي هل تعرفين بماذا أقيس نضالية الحزبيين؟ بالبطون، كلما تفولت البطون تصاغرت النفوس. وأنا أتابع، من خلال صحيفة الموقف، اضراب الجوع الذي قمت به صحبة الاستاذ نجيب الشابي سنة 2007، كنت أدعو لك بالصحة متخوفا من أن يستدرجك حماسك النضالي الى التضحية بهذا الجسد النحيل غير أنني كلما تذكرت أن الروح هي التي تقود الجسد وليس العكس استعدت بعض اطمئناني. الأستاذة مية الجريبي أعتقد أن الحزب الديمقراطي التقدمي اكتسب شرعيته الشعبية حين دافع وبشراسة على اللغة العربية في الخلاف الشهير بين الاسلاميين ومحمد الشرفي. بمقدور هذه الرقعة الجغرافية الصغيرة أن تستثمر موقعها كأفضل ما يكون وتصبح بحق أرض التقاء الحضارات، فتمد بصلة الى المغرب العربي دون أن تهمل المشرق العربي، وتتعامل بندية مع أوروبا، دون أن تنسى افريقيا هذه التي أهملها الرئيس المخلوع. يمكن أن نحول الثقافة الى استثمار حقيقي، دون أن نفلكرها» كما فعل الرئيس الهارب وذلك بالمراهنة على الترجمة وطباعة الكتب ونشرها وتحرير جميع الفنون من جميع المعوقات. الأستاذة مية الجريبي لأن الديمقراطية كلا لا يتجزأ أعتقد أنه يجب علينا رد الاعتبار للتونسيين اليهود والتونسيين المسيحيين وذلك بإلزام الاعلام المرئي أن يهتم بهم واقترح أن نجعل لكل منهما عيدا كعطلة رسمية اعترافا منا بوطنيتهم. الاستاذة مية الجريبي وسواء وصل الحزب الديمقراطي التقدمي الى المجلس التأسيسي أو لم يصل. وسواء ترشحت مية الجريبي الى الانتخابات الرئاسية أو لم تترشح، أو ترشحت ولم تفز، وفي جميع الحالات أقول لك: لقد صارت لك مكانة متميزة لدى التونسيين فحافظي عليها ودعميها بالصدق في الوعد والاخلاص للوطن.