تنشغل أغلبية التونسيين على الموقع الاجتماعي بالمعارك السياسية والحزبية في تونس، لكن ثمة ظاهرة بدأت تأخذ طريقها إلى الفضاء العام في بلادنا وهي خطة لنشر المذهب الشيعي وتسريب وثائق ومقاطع فيديو لحفلات دينية شيعية في عدة مدن تونسية مع إنشاء بعض الصفحات والمدونات عن «شيعة تونس». لا يتفطن غالبية الناشطين على الموقع إلى هذه المسألة إلا نادرا عند تقاسم مقطع فيديو أو خبر على الموقع عن الشيعة في تونس، وقد لاحظنا رفضا ساحقا لانتشار المذهب الشيعي في الموقع وصل حد السخط والدعوة إلى منعه بكل السبل وحتى دعوات للقتل من الطرفين. ويحاول بعض عقلاء الموقع التحذير من الفتنة الطائفية، فقد كتب أحد هؤلاء ما يلي: «بعد الفتنة العروشية، بدأت الآن الفتنة الدينية بين السنة والشيعة، وبدأ إعلام العار بتسليط الضوء والتمهيد لهذا، قناة... تستضيف شيخا شيعيا في سابقة خطيرة، وكيما يقولو ما فاماش قطوس يصطاد لربي، ربي يسترك يا تونس». ورغم أن ما ينشر من نشاط عما يسمى «شيعة تونس» لا يتجاوز بعض الحفلات الدينية التي يتغنون فيها بالسيدة فاطمة رضي الله عنها، فإن مجرد نشر أخبارهم يثير سخط أغلبية الناشطين في الموقع، لكن الحجم الحقيقي لهذا المشكل في تونس يتضح عند فتح باب النقاش على الموقع حول الشيعة في بلادنا، إذ يتطور الحوار إلى التهديد والدعوة إلى القتل بما يضعنا على أبواب فتنة حقيقية تجعلنا نحمد الله على أنها ما تزال افتراضية على الموقع، لكننا نتساءل عن النتائج على أرض الواقع. وكتب ناشط حقوقي معروف على إحدى أكثر الصفحات شعبية: «هذا مقتطف من احتفال بعضهم في ڤابس يوم أمس، كما أنّهم يدعون للاحتفال بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لوفاة الإمام الخميني، فهل تعتبرون أنّ نشر التّشيّع في تونس حقّ مشروع لهم؟ أم أنّ ذلك سيمهّد لتدخّل إيراني في الشأن الداخلي التونسي؟؟». وفيما ينصح الكثير من المثقفين بتجاهل هؤلاء لأن هدفهم الأول هو لفت الانتباه، فإن آخرين يدعون لمواجهة هذا التيار بالحجة والنقاش ورجال الدين. لكن الحوار على الموقع سريعا ما ينزلق نحو مناقشة عقائد الشيعة فكتب أحد الناشطين: «نحن أهل السنة عكسكم نرضى عن جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحبهم ونواليهم، لسنا مثلكم تكفرونهم وتلعنونهم وتسبونهم بل وتطعنون في زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا حقد فارسي مجوسي يرتدي ثوب التشيع»، وسريعا ما يرد أحد الشيعة بعنف: إلى الذي يسمي نفسه ياسين، حريتنا سنأخذها غصبا عنك وغصبا عن الجميع والأيام بيننا» بالإضافة إلى تهديدات وشتائم نترفع عن نشرها. ولا يتردد «شيعة تونس» في استحضار أدعية وطقوس شيعية معروفة ينهونها على الموقع بعبارة «مدد، مدد، يا علي الكرار».