عزت مصادر أمريكية مطلعة قرار الحكومة الأمريكية تحويل 3.5 مليار دولار من الأموال المخصصة لإعادة إعمار العراق إلى مشاريع الأمن في العراق، إلى رغبة البيت الأبيض الجامحة إلى إجراء الانتخابات العراقية المقررة في شهر جانفي المقبل، ليكون تحقيق الأمن نقطة الانطلاق لتحقيق تقدم يمكن للرئيس بوش استخدامه ورقة رئيسية في حملته الانتخابية، في وقت أكدت تقارير عدم صحة الأرقام التي تقدمها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن حجم الخسائر في صفوف قوات الاحتلال الأمريكي في العراق، وقالت مصادر منظمة المحاربين القدماء الأمريكية إن هناك نحو 17 ألفا من العسكريين الأمريكيين الذين تم إجلاؤهم من العراق وافغانستان غير مدرجين في تقارير البنتاغون العلنية التي عادة ما تذكرها وسائل الإعلام الأمريكية. ويؤكد خبراء أمريكيون افتقاد الخطة الأمريكيةالجديدة لمقومات النجاح. وتقول جوديث يابي من كلية الدفاع القومي بواشنطن، أنه لا يوجد حل سحري، كما أنه لا يوجد ضمان بأنه بإلقاء مزيد من الدولارات في الجهد الأمني سيجعل من العراق أكثر أمنا مما هو عليه الآن. ويسود اعتقاد وسط قطاع من المحللين والمعنيين بالشأن الأمريكي في العراق، الذين يبدون بعض التفاؤل، بأن الأشهر المقبلة يمكن أن تكون عبارة عن كفاح لأن رجال المقاومة سيحاولون القضاء على إقامة قوات أمن محلية وقد تكون أهدافهم القادمة ليس فقط المجندين للشرطة أنفسهم، ولكن أيضا عائلات المرتبطين بالحكومة العراقية المؤقتة التي تدعمها الولاياتالمتحدة. ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور عن جنرال أمريكي متقاعد يحتفظ بعلاقات وثيقة مع القادة العسكريين الأمريكيين قوله «هنا ستحدث المعركة خلال الأشهر العديدة المقبلة»، مؤكدا أن أهداف الثوار العراقيين ستكون عوائل المرتبطين بالنظام الجديد في العراق. من جهة أخرى تقول قيادة النقل الأمريكية المسؤولة عن الإجلاء الطبي إن الجيش الأمريكي أجلى 16765 من العسكريين من العراق وأفغانستان بسبب جروح وأمراض معظمهم من المشاركين في الحرب على العراق. وقال مدير قسم الأمن القومي والعلاقات الخارجية في الرابطة الأمريكية للمحاربين القدماء مايك تشيلي بأن الإصابات في صفوف القوات التي تقول البنتاغون إنها لا تتعلق بالحرب مباشرة «لا تزال إصابات حرب، وأعتقد أن علينا أن نكشف النقاب بصورة أمينة عن الإصابات قصيرة وطويلة المدى لأي حرب» وقال الناطق باسم قيادة النقل العقيد سكوت روس، إنه بدون أوامر من القيادة المركزية الأمريكية فإن وحدته لا تستثني معلومات الإجلاء الطبي وذلك لكي تظهر عدد الذين جاؤوا من العراق وأفغانستان، مشيرا إلى أن معظم الإصابات هي من الحرب على العراق. وذكرت دراسة عسكرية نشرت في مجلة نيوإنغلاند جورنال الطبية في شهر جويلية الماضي أن 16 بالمائة من الجنود الأمريكيين العائدين من العراق ربما يعانون من انهيار رئيسي وقلق عام أو اضطراب وتوتر ونحو 11 بالمائة من العائدين من أفغانستان ربما يعانون من نفس المشاكل.