هدّد العقيد الليبي معمر القذافي بنقل الصراع الى قلب أوروبا وبإشعال الحرب العالمية الثالثة مؤكدا أن الحرب ضد «الغرب الصليبي» ستستمر الى يوم القيامة، فيما اندلعت مواجهات ضارية بين القوات النظامية والثوار قرب «مصراتة» أودت بحياة نحو 50 عنصرا من الكتائب الأمنية التابعة للقذافي. وشنّ القذافي في خطاب صوتي بُثّ الليلة قبل الماضية هجوما عنيفا على الأطلسي مشيدا في نفس الوقت برفيقه القديم الخويلدي الحميدي الذي قُتل عدد من أفراد أسرته الاثنين الماضي في غارات ل«الناتو» على مقرّ إقامته. المعركة مستمرة الى يوم القيامة وقال: لقد ضربتم مكتب الخويلدي أربع مرات وعندما لم يمت، بحثتم عنه وارتكبتم جريمة بشعة مع سبق الاصرار والترصّد، بعد الاستطلاع والتجسّس عرفتم الحي الذي يسكن فيه وقصفتموه. وأضاف «لسنا خائفين ولا نبحث عن الحياة أو النجاة سنصمد والمعركة ستستمر الى يوم القيامة، الى أن تنتهوا أنتم، أما نحن فلن ننتهي». ودعا العقيد القذافي الأممالمتحدة الى إرسال محققين الى منزل الحميدي والتثبّت من أنه موقع مدني وليس موقعا عسكريا كما يقول الحلف الأطلسي. واتهم القذافي «الأطلسي» بتعمد قصف المنازل المدنية بالصواريخ وقتل من فيها على الرغم من التأكد من مدنية هذه المواقع. وهدّد بنقل الحرب الى قلب أوروبا مشيرا الى أن صراعا عسكريا هائلا سيشتعل بين آسيا وإفريقيا وأوروبا بسبب حرب «الأطلسي» على ليبيا. وحذّر في ذات السياق من نشوب حرب في حوض البحر الأبيض المتوسط. وقال القذافي: «نحن باقون وصامدون ولن نستسلم، اضربوا بصواريخكم سنتين، أو ثلاث، أو عشر أو مائة عام.. ليس بيننا أي تفاهم بعد أن قتلتم أبناءنا وأحفادنا، نحن مسنودون على الحائط وأنتم تستطيعون الرجوع الى الوراء». واستشهد 15 شخصا على الأقل بينهم 3 أطفال الاثنين الماضي في غارة أطلسية على مسكن الخويلدي الحميدي أحد الرفاق القدامى لمعمر القذافي في «صرمان» الواقعة على مسافة 70 كيلومترا غرب طرابلس. 50 قتيلا من الكتائب ميدانيا، قتل أكثر من 50 مقاتلا من كتيبة القوات الخاصة بمنطقة «نعيمة» على بعد 40 كيلومترا غرب مصراتة في كمين نصبه الثوار هناك. ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين مما أدى الى مقتل 3 عناصر من المعارضة المسلحة وإصابة 10 آخرين. وأكدت مصادر ميدانية من المعارضة المسلحة ان عددا من القوات المسلحة الخاصة متمركزة في مدينة «زليتن» وأنهم يتجاوزون الألف جندي. المستنقع الليبي من جهتها، عبّرت صحيفة «التايم» الأمريكية عن قلقها من غرق الأطلسي في المستنقع الليبي مشيرة الى تململ بعض الأطراف المشاركة في العملية العسكرية على ليبيا. وأكدت أن الوقت يمرّ دون ان تتمكن قوات «الأطلسي» من إكمال المهمة المتمثلة في إسقاط القذافي وإنقاذ المدنيين من شرّ نيران أسلحته الثقيلة.