بات تطويق العاصمة طرابلس الهدف الأول للمعارضة المسلحة التي حققت خلال الفترة الأخيرة تقدما ملموسا في جهة الغرب، فيما أطلق العقيد معمر القذافي تهديدا للأوروبيين بتحويل المعركة الى القارة العجوز وإرسال مئات الاستشهاديين اليها. طربلس (وكالات) واصل الثوار الليبيون تمشيط منطقة «بئر الغنم» 80 كيلومترا جنوبطرابلس وتمكنوا من دخول مدينة «الزنتان» في الجبل الغربي الأمر الذي أسعد أهالي البلدة. الثوار في «الزنتان» وجاب عدد من الثوار شوارع «الزنتان» وأطلقوا الأعيرة النارية ابتهاجا بسيطرتهم على المنطقة التي كانت قد شهدت اشتباكات عنيفة ووضعا انسانيا حرجا. وعاد بعض أهالي «الزنتان» الى ديارهم بعد أسابيع قضوها في تونس. ونقلت مصادر اعلامية قريبة من المعارضة المسلحة عن قادة المجلس العسكري الانتقالي ان الثوار سيتوجهون صوب مدينة زليتن المجاورة وهي ضمن سلسلة المدن التي لا تزال تحت سيطرة الكتائب الامنية للعقيد معمر القذافي. تطويق طرابلس ويتنزل هذا الاتجاه نحو زليتن في سياق استراتيجية قتالية كاملة تهدف الى وضع العاصمة طرابلس في «كماشة» الثوار. حيث أكد عدد آخر من عناصر الانتقالي عزمهم التوجه نحو «الغريان» جنوبطرابلس و«الزاوية» غرب طرابلس والاستفادة من تقدم ثوار مصراتة شرقها. وأوضح الثائر طلال أحمد ان السيطرة على «الغريان» تعني عسكريا قطع طريق تزويد الكتائب بالسلاح ومحاصرة قواتها من كافة الجوانب ومهاجمة طرابلس من جبهتين او ثلاث. وأكد ان بهذه الطريقة ستصبح طرابلس على مرمى مدفعية الثوار. وأشار الى انه الثوار ينتظرون ساعة الصفر للانقضاض على العاصمة طرابلس، مضيفا أنهم يترقبون أوامر الحلف الأطلسي لبداية الهجوم. نقل الحرب الى أوروبا في المقابل، هدّد العقيد الليبي معمر القذافي بإرسال مئات المقاتلين الى أوروبا ردا على عملية حلف الناتو العسكرية في ليبيا. وقال القذافي أثناء خطاب ألقاه في مدينة «سبها» الصحراوية أمام حوالي 50 ألفا من مؤيديه إن مئات الليبيين سيستشهدون في أوروبا.. لقد قلت لكم إن العين بالعين والسن بالسن ولكن سنعطيكم الفرصة كي تعودوا الى صوابكم. وأضاف ان «الأطلسي» سيندم عندما تنتقل الحرب الى أوروبا، مشيرا الى أن جزر «الخالدات» وجزيرة «صقلية» وغيرها من جزر البحر الابيض المتوسط هي أرض عربية ينبغي تحريرها. وأضاف ان الشعب الليبي لا يمكن ان يترك بتروله ولا مصيره في يد عصابة ولن يستسلم الى الاستعمار مرة أخرى. وأشار الى ان الثروة ستكون للفقراء، للجماهير التي صمدت في كل مكان من ليبيا. وشدد على أن النظام لن يسقط داعيا «الأطلسي» الى إيقاف هجماته العسكرية الجوية على ليبيا. وشن الحلف هجمات قوية الليلة قبل الماضية، مباشرة عقب الكلمة. وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية إن تفجيرين قويين هزّا العاصمة طرابلس خلال الليلة قبل الماضية.