الرواية الثالثة قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إن في أصحابي اثني عشر منافقا ، منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل من سم الخياط.» مسند أحمد بن حنبل – كنز العمال للمتقي الهندي ج1ص 164 - معالم الفتن ج1ص67 مسلم ج 17ص 125 ولو استقصيت ما اخبر عن حالهم القران والسنة، لتعديت المساحة المسموح بها لكنني أوجز سوء ادبهم مع النبي ے عندما حصبوا باب حجرته بالحصباء في ليلة من ليالي شهر رمضان، وعندما تنازعوا بين يديه عدة مرات، وعندما انفضوا وتركوه قائما احدى الجمعات طلبا للعير القادمة بالتجارة وتمردوا عليه في بعث اسامة وتلكئهم في الخروج، وعصوا امره في حجرته وهو على فراش الموت الى اخر التجاوزات الخطيرة التي صدرت منهم. اما الروايات التي تصور الصحابة على اساس انهم كلهم عدول، فهي من اختراعات العصر الاموي، الذي كان يقصد من وراء ذلك احلال الصحابة، محل اهل البيت الذين اذهب عنهم الرجس وطهرهم الله تعالى تطهيرا وجعلهم خاتمة صفوته، كحديث اصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم.الذي ذهب الى ردهابن جزم وابن حنبل بقولهما : لا يصح عن رسول الله. لأن النجوم ليست كلها علامات هداية بل بعضها، وقد صدر من الصحابة ما افاد اختلافهم، الى درجة الاقتتال وقتل بعضهم بعضا، فالمقيم منهم على منهاج النبي(ص) واهل بيته عليهم السلام نحترمه ونتولاه ونجله ، ومن كان خلاف ذاك، فاننا لا نقيم له وزنا، لأنه ليس من تفاصيل الدين عقيدة وشريعة. ولا نعتقد بكفر احد من الصحابة بمعنى الكفر الحقيقي، بل نذهب الى اعتبار ما جاء في بعض الروايات، ان القصد من لفظ كفر هو الجحود كقوله تعالى: «افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض.»اي تجحدون بها. وفي مسعى تضليلي من الاستاذ بن حسانة، الذي قدم رده على اساس اكاديمي، وهوابعد ما يكون عن ذلك، لمخالفته لما الزم به نفسه من المنهج العلمي كما اسلفت ذكره، ولاعتماده على احسان الهي ظهير، في استيقاء النص، وهو المعروف بعداوته للتشيع لم يسبقه اليها احد، قد انخرط في مخطط تخريبي، هدفه بث روح من الكراهية والعداوة والتكفير ضد المسلمين الشيعة، ابان الثورة الاسلامية في ايران. وحتى يوهم الاستاذ بن حسانة القراء، جاء بفرية عجيبة قال فيها (بل وبلغ بهم الحقد على الصحابة ان اخرجت مرجعياتهم في النجف وفي قم المرجع اللبناني حسين فضل الله من مذهبهم لانه كان يترضى على الصحابة). وذلك محض افتراء، وسفه من القول، لم يتجرأ احد على القول به، لأنه وبكل بساطة ليس لأحد مهما علا مقامه في العلم، ان يخرج عالما آخر من معتقده، القضية التي نشأت في ذلك الوقت تعلقت بمسالة كسر ضلع الصديقة الطاهرة فاطمة بنت محمد ے، والتي لم ينكرها السيد فضل الله ولم يثبتها، مثلما صرح بنفسه وكنت مستمعا له، فأين الحقيقة مما ذكرت يا استاذ بن حسانة؟ الشيعة متواجدون في تونس منذ ما يزيد عن أربعين سنة، فهل سمعت شيعيا يسب بمثل ما تروج له؟ ومن سب فانه يتحمل وحده تبعات سبه، فهو موزور آثم ولا يجب ان يتعداه الى التكفير، لأن السب سوء خلق من الساب، وليس انكارا لضرورة من ضرورات الدين، وعلى ذلك اجمع علماء وعقلاء الفرق الاسلامية . واعلم يقينا انك تزايد على هذا الادعاء الخاوي..(الشعب التونسي لن يسمح لأي كان ان يسب او يلعن في ارض القيروان بعض رموزنا الدينية صحابة كانوا أو امهات مؤمنين). وأقول كفاك مزايدة، فانت تعلم وتسمع كيف يسب الدين الحنيف، ويلعن على ارض القيروان، وعلى اعتاب الزيتونة، دون ان تنتهي هذه الظاهرة، ولا تجرأت على التصدي لها حتى على سبيل الانكار والاستنكار، فان كانت لك غيرة حقيقية على الدين، فانه من باب أولى أن تهتم بهذه المعضلة، ودع عنك ما سواها من وهم. عليك ان تعلم ايضا ان الاسلام ادخله ائمة اهل البيت عليهم السلام، وفق منهجهم الذي ورثوه عن جدهم (ص) الى شمال افريقية، في القرن الاول وقبل ان تبدأ المذاهب الاربعة في الظهور بدعم من حكام بني العباس في اواسط القرن الثاني، فاصحاب الامامين محمد بن علي بن الحسين وجعفر بن محمد الصادق عليهم السلام كانوا السابقين الى نشر الاسلام بامرهم وتوجيهاتهم، والرواية التي اخرجها ابن رستم الطبري في دلائل الامامة، ترجح دور ائمة اهل البيت عليهم السلام في نشر الاسلام في طريقهم، بالعلم والمعرفة، لا بالسيف والغلبة والقهر مثلما أشيع.