تعتبر إدارة الفنون الركحية بوزارة الثقافة من أهم الهياكل في هذه الوزارة وأكثرها عرضة للانتقادات بحكم إشرافها على قطاع يشغّل الآلاف وتتصرف في أموال هامة. إدارة المسرح (سابقا) وإدارة الفنون الركحية (حاليا) ترجع بالنظر هيكليا وحسب تنظيم وزارة الثقافة للإدارة العامة للفنون السمعية البصرية والفنون الركحية. والغريب أنه لا يوجد بإدارة الفنون الركحية مدير مباشر والمديرة المكلفة بهذه الإدارة لم تدخلها ولو مرة واحدة منذ 2002. ميزانية وبهذه الادارة ادارتين فرعيتين، الادارة الفرعية للمهن الدرامية والتكوين والادارة الفرعية للانتاج والترويج، ولم تقم سلطة الاشراف منذ سنة 2002 رغم تعاقب عدد من الوزراء بتوضيح أمر تسيير هذه الادارة ولا بتكليف أي من الاطارات المتواجدة بتسييرها. يوجد بهذه الادارة كاهية مدير المهن الدرامية والتكوين وهو مستشار ثقافي رئيس (أعلى رتبة في سلم الترتيب الاداري) وهو منتدب بالوزارة منذ 1983 بمناظرة، كما توجد كاهية مدير الانتاج والترويج وهي برتبة كاتب ثقافي تم انتدابها سنة 1986 بصفة مباشرة. والسؤال الذي يطرح هنا لماذا يبرز المكلف بالانتاج والترويج ويبقى في الظل المكلف بالمهن الدرامية والتكوين؟! الجواب عن السؤال يكمن في الميزانية التي تتصرف فيها ادارة الانتاج والترويج، فأصحاب الانتاج والمنتمين للقطاع تبقى علاقاتهم بإدارة الفنون الركحية منحصرة في الدعم وتوزيع العروض، ومن هذا المنطلق وبالنظر لطرق توزيع الدعم والمنح في العهد السابق أخذت الادارة الفرعية للانتاج والترويج الموقع الأهم في إدارة الفنون الركحية رغم أنه من المفروض ان تكون ادارة المهن الدرامية في موقع أفضل بكثير. هذا اقصاء متعمد وله أهدافه وخاصة خدمة للإدارة الفرعية الأخرى صاحبة المال والجاه التي سمحت بارتكاب عديد التجاوزات لعل منها التي تعرضنا لها في عدد سابق، ونقصد «شركة مدارات للانتاج والتوزيع الفني»، فهذه الشركة تم تسجيلها بأمر مباشرة من كاهية مدير الانتاج والترويج لعون مكتب الضبط بتاريخ 17 فيفري 2006، وهذا يعد تجاوزا لمهام كاهية مدير المهن الدرامية وتجاوز للسلطة. ولم تتحصل الادارة على وثائق الشركة الا في 18 جويلية 2009 اي بعد ان تحصل ابن محمد العوني (مدير المركز الوطني لفنون العرائس سابقا) على بطاقة الاحتراف!! تجاوزات عديدة أخرى تقوم بها هذه الإدارة الفرعية كالانتاج والترويج، في توزيع الدعم وترويج الأعمال، وهو ما يتطلب اعادة النظر في هيكلة هذه الادارة وطريقة عملها حتى تقوم بمهامها في كنف الوضوح والشفافية وخاصة العدل بين أهل المسرح.