يجيبُ عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي تنويه: الرجاء من السادة قراء جريدة «الشروق» الذين يراسلون ركن (اسألوني) الاختصار عند صياغة الأسئلة حتى نتمكن من الإجابة عن أكثر عدد ممكن من أسئلتهم وشكرا. السؤال الأول: إذا أودع شخص مالا في أحد البنوك, وبعد مرور سنة وجد مالا زائدا على رأسماله ولم يأخذه. هل يعتبر ماله حراما؟ الجواب: بداية نقول للسائل الكريم إذا اضطر هذا الشخص أو غيره إلى إيداع أمواله في بنك ربوي وترتب عن ذلك الإيداع فوائد ولم يأخذها فلا شيء عليه وماله حلال. وأما إذا انتفع بتلك الفوائد فلا يجوز له ذلك لأن الله تعالى يقول (وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ)(البقرة:279). بل يجب أن ينفقها في المصالح العامة بنية التخلص منها لا بنية التقرب إلى الله. السؤال الثاني: دخلت المسجد لأداء صلاة الظهر فوجدت الإمام راكعا. هل عليّ أن أكبّر تكبيرة واحدة أم تكبيرتين؟ الجواب: اعلم أيها السائل الكريم أنه يجب عليك أن تكبّر تكبيرة الإحرام وأنت مستقيم، ثم تتبعها بتكبيرة الركوع وأنت تهوي، وإذا اكتفيت بتكبيرة الإحرام كفت، أما إذا كبرت تكبيرة الإحرام وأنت تهوي انعقدت فريضتك نافلة، هذه مسألة مهمة ينبغي الانتباه لها والتنبيه لها لأن النافلة يصح أن تصليها وأنت جالس، أما الفريضة فلابد من القيام مع القدرة. السؤال الثالث: تزوجت بابن خالتي واتفقنا على عدم الإنجاب في العام الأول ولكن مرّت ثلاث سنوات وزوجي لا يريد الإنجاب بحيث كان يتحاشى إتمام العملية في كل جماع حتى لا يتم التلاقح ؟ ما حكم الدين في هذا الموضوع خاصة أنني أرغب في الإنجاب؟ الجواب: بداية عند استقراء القرآن الكريم لا نجد نصا صريحا يحرّم الإقلال من النسل أو يمنعه إنما جاء فيه ما جعل المحافظة على النسل من المقاصد الضرورية للأحكام الشرعية، لكن ورد فى كتب السنة الشريفة أحاديث في الصحيح وغيره تجيز العزل عن النساء بمعنى أن يقذف الرجل ماءه خارج مكان التناسل من زوجته بعد كمال اتصالهما جنسيا وقبل تمامه. فعن ابن جابر قال (كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغه ذلك فلم ينهنا) رواه مسلم. إذا كانت إباحة العزل الذي كان معمولا به وجائزا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في كتب السنة فإن ذلك مشروط بموافقة الزوجين على ذلك ولا يجوز لأحدهما دون موافقة الآخر ، أما إذا قصد منه منع الحمل فإن ذلك يتنافى مع دعوة الإسلام ومقاصده في المحافظة على النسل إلى ما شاء الله. السؤال الرابع: لماذا حرّم الله سبحانه وتعالى التبني وحثّ على كفالة اليتيم؟ الجواب : اعلمي أيتها السائلة المحترمة أن الله تعالى ما أمر بشيء إلاّ فيه خير كثير للناس وما نهى عن شيء إلآ فيه مصلحة للإنسان, ولهذا فقد حرّم التبني, قال تعالى {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ. ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} (الأحزاب: 4/5). ومن أسباب تحريم التبني المحافظة على الأنساب حتى لا تختلط , واستحلال الميراث من بعد موت المتبني مثلاً فيه إباحة ما حرم الله لأن الميراث من حق الأولاد الذين هم من الصلب وقد يُحدث هذا الشحناء والبغضاء بين المُتَبنَّى وأولاد المُتبنِّي. وبالمقابل حثّ الإسلام على كفالة اليتامى وتربيتهم والإحسان إليهم والقيام بأمرهم ومصالحهم حتى جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم كافل اليتيم معه في الجنة فقال : «أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ» وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى. والكفالة لا تعني إلحاق اليتيم بنسب من كفله ولا اتخاذه ابنا له. وعليه فإن مسؤوليات الكفالة في الإسلام هي كل مسؤوليات وواجبات التبني عدا ما منعه الإسلام من تغيير الأنساب وما يترتب عن ذلك من الآثار . السؤال الخامس: هل يجوز إخراج الزكاة قبل حلول وقتها؟ الجواب: نعم يجوز إخراج الزكاة قبل حلول أجلها وهو الحوْل في النقود والتجارة والأنعام وبلوغ النصاب وهو قول الشافعي وأحمد بن حنبل وأبي حنيفة.