توشك الكرة التونسية هذه الأيام على أن تصبح «عابرة في كلام عابر»، استعارة من الشاعر الراحل محمود درويش فهي صامتة وحزينة في غياب ديكورها الأساسي (الجمهور). هي تقريبا صامتة مثل الأغلية الساحقة من الشعب الذي يتشعبط ليفهم لكنه بالمحصلة لا يفهم الا ما ندر في كل شيء تقريبا وها أننا كدليل على ذلك نودع البطولة وكأن شيئا لم يكن فالبطل لم يحتفل بلقبه والجامعة متورطة في قرار «تاريخي» أشبه بالمهزلة ومصرة على اتحافنا بقرارات أخرى تؤكد أن دار لقمان على حالها وبات البحث عن فيلق جديدمن المسيرين بالتالي شرا لابد منه. في هذه الظروف الاستثنائية تدرك الكأس اليوم محطتها قبل النهائية وقد تفتح لنا نافذة على التفاؤل والابتسامة والفرجة الحقيقية بعد أن أصبح خبزنا اليومي فرجة قسرية على السياسيين وهم يتناطحون مع انفسهم ومع الحكومة. في المنزه يستقبل الترجي الرياضي جاره الملعب التونسي في اطار قمة كلاسيكية اقترنت دوما بندية كبيرة وإن تفاوتت موازين القوى أحيانا بين الفريقين. أبناء لوفيغ سيسعون بكل ما أوتوا من قوة لانقاذ موسمهم الذي كان فيه أداؤهم مثل البورصة صاعدا حينا ونازلا أحيانا أخرى ولا شك في كونهم قادرون على احراج «الترجي الكبير» لأنهم كبار بدورهم لكن المهمة لن تكون بأي حال سهلة أمام فريق تعود على عبور كل المحطات الصعبة حتى في أسوإ حالاته. الترجي سيدخل لقاء اليوم مرهقا بتعدد مشاركاته لكن جراب معلول يعج بالحلول وخبرة المواعيد الكبرى تبقى ورقة مهمة قبل الاختيارات البشرية وخطط المدربين. في سوسة يستضيف النجم قوافل قفصة وأمامه خيار واحد لتعويض «البطولة الضائعة» في المنعرج الأخير. النجم قدم كرة جميلة ومحترمة في عديد المباريات لكن التركيز خان لاعبيه أمام بعض الأندية (الصغرى) ليضيع نقاطا لا تعوض ولم يعد له بالتالي من فرصة لاسعاد انصاره سوى الكأس وهو قادر منطقيا بكتيبة «النجوم» التي تضمها صفوفه على ازاحة منافس عنيد يمكن اعتباره المفاجأة السارة للموسم الحالي. القوافل تدرك من ناحيتها أن العبور من فوق رمال بوجعفر ممكن وهي تملك كل الأوراق اللازمة فنيا وبشريا لبلوغ غايتها. صحيح أن الأيام الأخيرة مرت على وقع التمرد والاضراب لكن هذا الوضع ليس جديدا على الفريق حيث عاشه في السابق وخرج في اعقابه بنتائج باهرة. هي مباراة للنجم على الورق... مفتوحة على كل السيناريوهات لمن يعرف امكانات الفريقين جيدا ونتمنى الا تخرج عن سياقها الكروي والرياضي كلمة على الهامش أزمة النجوم الثلاثة في ما يعرف بقضية المخدرات قطعت الخيط الفاصل ما بين الافلات من العقاب والمساواة أمام القانون وكرست مبدأ العدالة الشفافة. نحن سعداء حقا باطلاق سراح السلامي والطرابلسي ونتمنى من الله أن يفرج كرب زياد الجزيري في أسرع وقت حتى يلتحق بزملائه في ساحة الحرية... نحن سعداء كذلك لأن هذه (الأزمة) ستكون درسا مفيدا للاعبين الشبان يمكنهم من تفادي الوقوع في «المحظور» وادراك حقيقة أنه لا حصانة بعد اليوم الا لمن استقام وحافظ على نفسه وعلى المحيطين به. ياسين بن سعد دليل اليوم الملعب الأولمبي بسوسة (س20) النجم الساحلي قوافل قفصة (الحكم سليم الجديدي) الملعب الأولمبي بالمنزه (س18) الترجي الرياضي الملعب التونسي (الحكم ياسين حروش) سيف الدين العياري (الملعب التونسي): «سنترشح في الوقت القانوني» من اللاعبين الواعدين في الملعب التونسي المهاجم سيف الدين العياري الذي ينتظر الفرصة المواتية لتفجير مؤهلاته وقد التقته الشروق لرصد انطباعاته حول لقاء فريقه ضد الترجي. حول هذه المباراة، يقول سيف الدين العياري «المباراة يخوضها الفريقان لغايات مختلفة، الثنائي بالنسبة لمنافسنا وتعويض خيبة البطولة بالنسبة لنا وهو ما يؤشر لمباراة حماسية وشديدة التنافس». وعن مدى تأثير الهزيمة الثقيلة ضد هذا المنافس في البطولة (5 0) أجاب: «لا مجال للمقارنة بين سباق البطولة وسباق الكأس، فكل واحد منهما له خصائصه ولابد من القول أن في مباراة كأس يبقى كل شيء جائزا علاوة على حرصنا على «الثأر» من منافسنا والمؤكد أن هذه الهزيمة الثقيلة ستشكل حافزا معنويا بالنسبة لنا. وعن الظروف التي يخوض فيها فريقه هذا اللقاء، قال انها جيدة اذ علاوة على التحضيرات التي قام بها الفريق لهذه المباراة، فإن التشكيلة لا تشكو اي غياب باستثناء سيف الله حسني المتغيب منذ مدة، كما ان الحالة الصحية لمجدي المصراتي ومحمد السليتي وايهاب المساكني تبعث على التفاؤل. ثم سألناه عن المنافس، فأجاب: «المنافس لا يحتاج الى تقديم فهو بطل الموسم وهو يستمد قوته من وسط ميدانه وخطه الامامي فيما تكمن نقطة ضعفه في خطه الورائي الذي يشكو بعض البطء خاصة في المحور وهو ما سنعمل على استغلاله كما نحن واعون بالنسق الماراطوني الذي خضع له الفريق طيلة عام كامل وما قد ينجم عن ذلك من ارهاق بدني وذهني علاوة على بعض الغيابات التي ستسجلها تشكيلته خاصة في الخط الورائي». وعن تكهناته، ذكر محدثنا ان فريقه سينتصر بنتيجة 2 1 في الوقت القانوني. فريد كعباشي معز بن شريفية (حارس مرمى الترجي الرياضي): مواجهة بنكهة مختلفة عن البطولة «أظن أننا نراهن خلال الموسم الحالي على الثنائي وهو ما يجعلنا أمام حتمية الترشح على حساب الملعب التونسي على الرغم من أننا نعرف أن مقابلة صعبة في انتظارنا وندرك ان هذه المواجهة الكروية ستكون مختلفةتماما عن تلك التي فزنا بها على حساب هذا الفريق بخماسية كاملة في سباق البطولة لأن مسابقة الكأس لا تخضع الى التكهنات وسنحاول كذلك ايجاد البدائل بسبب غياب عدة عناصر من فريقنا عن موعد اليوم وسنحاول كذلك التغلب على حالة الارهاق المنجرة عن رحلتنا الاخيرة الى الجزائر وذلك بالاستفادة من التحضيرات التي قمنا بها خلال الساعات الماضية». سامي حماني أرقام من دربيات العاصمة: الامتياز للتونسي والعروسي المنافسات بين الاجوار معروفة بطابعها التقليدي ونكهتها المميزة لذلك تعوّدنا مع اطلالة كل حوار جديد بين البقلاوة وفريق باب سويقة تذوق مصنفات الماضي التي مازالت لذيذة وذكية في ذاكرتنا الرياضية. منذ الاستقلال جمع المكتوب الترجي الرياضي بجاره الملعب التونسي في 110 مناسبات وكانت الاسبقية لفريق باب سويقة الفائز ب 51 مباراة مقابل 24 للملعب مع نهاية 35 مباراة بينهما بالتعادل. ثنائيات بالجملة منذ موسم 70/71 عرفت هذه المنافسات تسجيل العديد من الثنائيات ويبقى الامتياز لرباعي الترجي علي بالناجي ونبيل معلول والعيادي الحمروني وكانديا تراوري برصيد ثنائيتين وأمضى ثنائية واحدة طارق ذياب وتميم الحزامي ونعيم بالربط ومن الملعب كان النجاح حليف نجيب ليمام وقودوين وألفاز. ثلاثيتان الامتياز في هذه الاطباق الكروية التقليدية لمهاجم الملعب التونسي رشاد التونسي الذي تذوّق شباك الترجي الرياضي في ذهاب موسم 80/81 في 3 مناسبات ونسج علىمنواله مهاجم الترجي الرياضي سامي العروسي يوم 10 سبتمبر 1997. عشاق الشباك نجد سلالة لامعة من الهدافين في هذه الاعراس الكروية في القائمة هناك نبيل معلول (8) وتميم الحزامي والعيادي الحمروني وسامي العروسي وكانديا تراوري (5) وفي صفوف الملعب التونسي يبقى الامتياز لنجيب ليمام وعبد الحميد الهرقال (5). العشرية الأخيرة بالأرقام موسم 2000/2001: الترجي الملعب 1/0 و1/0 موسم 2001/2002: الترجي الملعب 3/1 و2/2 موسم 2002/2003: الترجي الملعب 3/1 و1/0 موسم 2003/2004: الترجي الملعب 2/0 و2/0 موسم 2004/2005: الترجي الملعب 2/0 و3/2 موسم 2005/2006: الترجي الملعب 0/0 و1/0 موسم 2006/2007: الترجي الملعب 2/1 و3/2 موسم 2007/2008: الترجي الملعب 4/0 و4/1 موسم 2008/2009: الترجي الملعب 3/2 و2/1 موسم 2009/2010: الترجي الملعب 2/4 و1/0 موسم 2010/2011: الترجي الملعب 2/0 و5/0 ومن خلال هذه الكشوفات نلاحظ الاسبقية الجلية للترجي الفائز 19 مرة مقابل انتصاروحيد لمنافسه في ذهاب الموسم الفارط مع نهاية مقابلتين بالتعادل. وهذه الحقيقة نلمسها في انتصار الترجي ذهابا وايابا في الموسم الجاري 2/0 و5/0 في الكأس في الكأس جمع المكتوب بين العملاقين 9 مرات ونجح الترجي 6 مرات مقابل 3 للملعب لكن الحوار الاخير في المربع الذهبي كان لصالح البقلاوة (1/0) سنة 2003 وتحصل الملعب في النهاية على الكأس.