مدح الرسول صلى الله عليه وسلّم لمن قنع بما آتاه الله عزّ وجلّ، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلّم قال: «طوبى لمن هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا و قنع به». (رواه مسلم). كما يفوز لمن قنع بما آتاه الله بالفلاح: عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «قد أفلح من أسلم ورُزق كفافًا وقَنَّعه الله بما آتاه». (رواه مسلم) و الإنسان القانع يحبّه الله و يحبّه النّاس، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلّم قال: «إنّ الله يحبّ الفقير المتعفّف أبا العيال». (أخرجه ابن ماجه من حديث عمران بن حصين) و لقد أخبر النبيّ صلى الله عليه وسلّم بأنّ القانع يكون أغنى النّاس فقال صلى الله عليه وسلّم: «وارْضَ بما قسم الله لك تكن أغنى النّاس». (رواه الترمذي وأحمد) وبشّر النبيّ صلى الله عليه وسلّم القانع بأنّ الله يغنيه ويعفّه، فقال صلى الله عليه وسلم: «اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول وخير الصدقة عن ظهر غنى ومن يستعففْ يعِفَّهُ الله و من يستغنِ يغْنِهِ الله». (متفق عليه). ولا توجد القناعة في النّفوس إلاّ بتوفير الرّضا في القلب بتخلّي المجتمع عن الاستهلاك المفرط الذي هو سبب رئيسي في تقدّم الشعوب والأمم وبه تصنع الحضارة ويعمّ الخير على الجميع. قيل أيّ النّاس خير؟ فقالوا موسر المال يعطي حقّ الله من نفسه وماله. فقال: نعم الرّجل هذا وليس به، قالوا: فمن خير النّاس؟ قال: فقير يعطي جهده. و حتى يكون العبد قانعا بما آتاه الله عليه أن يتوكّل على الله حق التوكّل ويبتعد عن التواكل ويكون كارها للزيادة على الكفاف، و أن يظهر التعفف و التجمل و لا يظهر الشكوى و الفقر، قال تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا﴾ (البقرة 273) ومن أهمّ الأسباب التي تجعل الإنسان قانعا عدم التذلّل لغنيّ من أجل غناه، و أن لا يفتقر بسبب الفقر عن عبادة.