تونس (الشروق) تتميز مدينة زغوان بكثير من الخصائص الحضارية والتاريخية التي تتعدّد في شواهد مواقعها ومعالمها الأثرية المتفرّدة بثراء تراثها المادي واللامادي التي تقترنُ خصوصا بثروة الماء التي يرمز لها معبد المياه الشهير . قدسيّة الماء ويُرجّح المؤرخون أن تكون تسمية مدينة زغوان خلال العهد الروماني ب»زيقة» ما بين القرن الثاني والثالث وذات علاقة بالماء المعروفة ب»أقا» ومن هذا الخليط الحضاري استمدّت تسميتها الحاليّة «زغوان» ولقبت أيضا بعيون الجبل وعلى امتداد تاريخها القديم شهدت المدينة عُلُوشأنها ومنزلتها خصوصا في عهد الملك «هدريانوس» الذي شيّد معبد المياه الذي نُقلت مياهه إلى قرطاج عبر الحنايا الشهيرة والتي تمتد على طول13 كلم وقام بترميمها البيزنطيون والخليفة المنتصر بالله الحفصي في القرن 13 ووظفها المسلمون والأندلسيون لنهضة فلاحية تقليدية متنوّعة . آثار ومآثر تُعرف مدينة زغوان وضواحيها بكثير من المعالم الأثرية على غرار باب القوس وزاوية الولي الصالح سيدي علي عزوز والجامعين الكبير والحنفي والتي تحمل أرقى الفنون المعمارية هذا إضافة إلى جانب الكهوف والمغاور المتوفرة بجبل زغوان التي تعد 25 كهفا. وتتميز زغوان بطبيعتها الخلابة وجمال محيطها البيئي ممّا جعلها منذ القدم مقصدا للمشاهير والمؤرخين والدّارسين الذين ذكروا المدينة بأرقى المحاسن والصّفات على غرار المؤرخ البكري والجغرافي الادريسي والشاعر القرطاجني والرحالة الوزاني والقس خيمنار