اهم أسباب المداومة على الطاعات معرفة ثَمراتها فمعرفة ثمرات الشيء والإحاطةُ بفوائده تُعين على الثبات عليه والتمسُّك به. والخوف من سوء الخاتمة: قال تعالى {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (المنافقون 10و 11) وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوَّذ بعد التشهُّد الأخير في الصلاة من أربعٍ، فيقول: اللهم إني أعوذُ بك من عذاب النار، وعذاب القبر، وفتنة المحيا والممات، وشرِّ فتنة المسيح الدجال. (رواه البخاريُّ) وكما يتوجب الحرص على المحافظة على البيئة الصالحة ولقد وصَّى الله رسولَه صلى الله عليه وسلم بقوله {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (الكهف 28). ويستحسن الاقتصاد في العبادة وعدمُ الإثقال على النفس بأعمال تؤدِّي إلى المشقَّة المفضِيَة إلى السَّآمة والملل من العبادة وتركِها، وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل: أي الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال: أدوَمُها وإن قلَّ. وقال: اكْلَفوا من الأعمال ما تُطيقون. ويتوجب المحافظة على الدعاء فقد أثنى الله تعالى على الراسخين في العلم بأنهم يقولون {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} (آل عمران 8) وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أسألُك موجباتِ رحمتك، وعزائمَ مغفرتك، والسلامةَ من كل إثمٍ، والغنيمةَ من كل بِرٍّ، والفوزَ بالجنة، والنجاة من النار. (رواه الحاكم أبو عبد الله، وقال: حديثٌ صحيح على شرط مسلم) وعن معاذِ بن جبل رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: أوصيك يا معاذ: لا تدَعنَّ دُبرَ كل صلاة أن تقول: اللهم أعنِّي على ذِكرك وشُكرك وحسن عبادتك. (رواه أحمد، وأبو داود، و النَّسائي) .