فيما يتطلع الفلسطينيون في غزة للحظة يتوقف فيها الموت البطيء الذي يحيط بهم، تطرح عدة مبادرات حول تسوية الوضع المأساوي في قطاع غزة، يشمل فك الحصار وتهدئة مع الاحتلال ومصالحة فلسطينية شاملة، وبين هذا وذاك مناكفات سياسية فلسطينية حول مضمون وشكل الاتفاق. القدسالمحتلة: (الشروق) – ولم يصدر عن أي جهة معلومات رسمية تفيد بوجود اتفاق أو مشروع اتفاق بين المقاومة الفلسطينية في غزة بقيادة كتائب القسام والاحتلال الصهيوني، وحسب تصريحات صدرت عن مقربين من حركة حماس فان أي اتفاق سيتم إبرامه سيكون ضمن اتفاق فصائلي ودون تفرد حماس بالأمر. وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران إن هناك أربعة مسارات مترابطة نمضي بها معا حتى نحقق كسر الحصار. وأضاف في هده المرحلة نريد عنوانا واضحا ومباشرا وهو حق قابل للتطبيق، نحن نريد كسر هذا الحصار عن شعبنا في قطاع غزة مرة واحدة والى الأبد. وحدد بدران هذه المسارات بقوله: "نحن في حماس في مقدمة شعبنا، سندفع كل ما يلزم من تضحيات لتحقيق هذا الهدف، سنؤذي هذا العدو ونصيب منه ونفضحه أمام العالم ونعري سوأته بقدر ما يلزم حتى يجبر على رفع الحصار وكسره، سنقيم وحدة وطنية على أعلى مستوى بقدر ما يلزمها لكسر هذا الحصار، سنجري حراكا سياسيا إقليميا كان أو دوليا مع كل الأطراف". وتابع أن حماس وكل مكونات الشعب الفلسطيني ستجري هذا الحراك السياسي بقدر ما يلزم للوصول إلى هذا الهدف. مشددا على أن الشعب الفلسطيني يريد تحرير أرضه. وأردف معبر رفح البري جنوب القطاع، "بعض الناس يقولون أنت تتحدث في الفراغ وهناك قوى دولية وإقليمية كلها ضدك وكان شعبنا يقول المولى معنا، ووحدة فلسطين وشعبنا معنا". ونشرت "شركة الأخبار" الصهيونية، أمس، مقترحا مكونا من أربع مراحل، بوساطة مصرية. والمراحل هي: أولا التهدئة وفتح معبر رفح وتقديم تسهيلات في المعابر الإسرائيلية؛ المرحلة الثانية هي اتفاق بين حركتي فتح وحماس، يتم بموجبه تجديد دفع رواتب موظّفي غزّة، وبدء الإعداد لانتخابات وعودة السلطة للقطاع. أما المرحلة الثالثة وهي البدء باستثمارات في البنى التحتية في قطاع غزة، وتقليص نسبة البطالة، ووصل ميناء غزّة بميناء بور سعيد لنقل البضائع؛ المرحلة الرابعة الاتفاق على هدنة من 5 حتّى 10 سنوات، يتم فيها تبادُل أسرى. ويأتي ذلك، في ظل تسريبات إعلامية داخل الصهاينة أن حركة حماس تريد فصل مسار التهدئة عن مسار مباحثات تبادل الأسرى ولا تريد الربط بينهما. وفي سياق متصل قالت حركة حماس، إن: "هناك تصعيدًا فتحاويًا ممنهجًا ضد الحركة يهدف إلى توتير الأجواء وإفشال الجهد المصري". وطالب المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري حركة فتح ب"التخلي عن عنجهيتها، وأن تدرك أنها سقطت في الانتخابات وهي مجرد فصيل، وأن رئيسها انتهت شرعيته"، على حد قوله. واتهمت حركة فتح، أمس، حركة حماس ب "رفض إنجاز المصالحة الوطنية، وإجراء مفاوضات مخزية مع الاحتلال بمعزل عن القيادة الشرعية". وقالت الحركة في تصريح وصل "الشروق": إن "خطورة ما يجري يكمُن في أن هذه المفاوضات تتم بمعزل عن القيادة الشرعية"، مشددة على "رفضها القاطع الالتزام بأي نتائج أو ترتيبات تصدر عن هذه المفاوضات المشبوهة"، على حدقولها. واستضافت القاهرة مؤخرًا حوارات مكثفة في ملفي المصالحة الداخلية بين حركتي فتح وحماس، وحل الأزمات الإنسانية في القطاع. رأي خبير قال المحلل السياسي ناجي البطة "يبدو أننا على أبواب تهدئة من 5 إلى 7 سنوات بين حركة حماس وإسرائيل خاصة أن الطرفين حريصان على عدم التصعيد، لأن أي تصعيد قادم هو بمثابة التوجه إلى حرب ضروس وطاحنة".