عزوف كبير تشهده اسواق الاغنام و«الرحب»، قبيل نحو أسبوعين من عيد الاضحى ويبدو ان التونسي فضل الاستعداد للعودة المدرسية بدل شراء علوش العيد الذي تزامن مع فترة تواترت فيها المواسم الاستهلاكية والعودة المدرسية. تونس الشروق: ,تشير الارقام الى توفر كميات كافية من الاضاحي لتغطية حاجيات المستهلك اذ يفيد بلاغ صادر عن الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، أنّ المتوفرات المحلية من الخرفان يفوق حاجيات المستهلكين وقد تم ضبط سعر " البركوس" (اكثر من 40 كلغ ) عند البيع 11 دينار كلغ/حي والخروف دون 40 كلغ عند 11 دينار و500 مي للكلغ/) . ودعا الاتحاد في البيان ذاته رؤساء المجالس البلدية الى الاسراع بتخصيص فضاءات ملائمة لبيع الخرفان يتوفر آلات الوزن والمراقبة البيطرية الصحية. كما طلب تكثيف الدوريات الامنية على الطرقات لتأمين وتيسير تزويد المدن الكبرى بالأضاحي. من جهته دعا رئيس منظمة ارشاد المستهلك لطفي الرياحي الاسر الى حسن التصرف في الميزانية الاسرية واشار الى ان عزوف التونسيين عن شراء الاضحية في مثل هذه الفترة يبرهن على مدى تدهور قدرة التونسي الشرائية بسبب تواتر المواسم الاستهلاكية وتوقع بان يكون العزوف هذه السنة اكبر من السنة الماضية ذلك ان الولي اختار العودة المدرسية على حساب العيد واعتبر ان الاسعار في حاجة الى الترشيد. ويرى الملاحظون ان الاسعار في حاجة فعلا الى الترشيد ذلك ان التضخم ارهق التونسي،ودعت عدة اصوات الى ضرورة مراجعة أسعار الأضاحي بما يتناسب والمقدرة الشرائية للمواطن بسبب وفرة العرض الذي وصل إلى مليون و390 الف راس غنم فيما لا يتجاوز عدد الاضاحي التي من المرجح استهلاكها 950 الفا. وبعيدا عن الارقام لاحظنا من خلال جولة في سوق الاغنام بجهة المحمدية واريانة وعدد من الاحياء الاخرى ان عدد المتوفرات من الخرفان معقول لكن عدد الحرفاء لا يرقى لانتظارات الباعة الذين يترقبون بشغف حركة السوق في الايام القادمة وخلال حديثنا الى احدهم ذكر ان العرض موجود والاسعار معقولة تتراوح من 350 الى 700دينار لكن الإقبال يظل محدودا رغم أن الأسعار في المتناول كما تحدث مطولا عن حجم الخسارة التي يتكبدها الفلاح بسبب غلاء الاعلاف... وخلال حديثنا مع عدد من حرفاء نقطة بيع باريانة ذكر عدد منهم انهم يتحسسون محرار الاسعار ومنهم من يبحث عن فرصة لسعر يراه معقولا واخرون يعتبرون ان الاولوية في المصاريف للعودة المدرسية لأبنائهم في حين ترى فئة اخرى انها مضطرة للتداين حتى تتمكن من تغطية حاجيات المناسبتين. واجمع جل الذين تحدثنا اليهم في السوق حول تراجع الإقبال على «علوش العيد» هذا العام معتبرين أن الأسر التونسية تمر بضائقة مادية وينتظرها موسم العودة المدرسية مما يجعلها تتردد كثيرا قبل اقتناء علوش بسعر مرتفع. ورغم ذلك فأسعار الخرفان هذا العام تبدو في المتناول . ويبدو أن الإشكال لا يتعلق بارتفاع أسعار الخرفان، لكنه يتعلق بتراجع المقدرة الشرائية للمواطن التونسي وتحديد أولوياته اذ تتصدر الدراسة وتعليم الأبناء المرتبة الأولى تليها بقية الأولويات حسب عدد كبير من التونسيين .