أنهت الجهات الامنية بالمحرس من ولاية صفاقس في هذه الفترة ابحاثها في قضية لا تخلو من الطرافة رغم خطورة التهم التي تم توجيهها للمشتبه فيه الذي تحيل على احدهم في تأشيرة سفر ادعى انها رسمية في حين ان ختمها كان ملصق قارورة خمر ومسابقة في «اللوطو» باعها ب 5 الاف دينار فقط. قضية الحال انطلقت بلقاء جمع بالصدفة بين المتهم وهو شاب في مقتبل العمر تبدو عليه بوضوح ملامح الوقار والجاه، و»الضحية» الذي كان يروم الحصول على فيزا لفائدة أحد أقاربه للسفر الى الخارج، لكن المتهم وبهدف الحصول على بعض الاموال اقترح على «الضحية» ان يمده بجواز سفره مع 5 الاف دينار نقدا بعنوان «تدخلات» سيقدمها في شكل هدية الى احد المسؤولين بالقنصلية. أعجبت الفكرة الضحية، لكنه اكتفى بتسليم المتهم جواز السفر على أن تبقى ال 5 الاف دينار رهينة مشاهدته لطابع التأشيرة التي تأخرت اكثر من اللازم وكانت لغة المماطلة والتسويف هي السائدة في حديث المتهم حتى كانت الفترة الاخيرة التي عبر الضحية عن استيائه طالبا استرجاع جواز سفره واغلاق الموضوع كليا. المتهم ولما شعر بجدية الطلب في استرجاع جواز السفر، اتصل بصاحبه هاتفيا وأعلمه زورا ان العملية تمت عن طريق المسؤول في القنصلية، وضرب للضحية موعدا ليلا في احدى المسالك الفلاحية المظلمة طالبا منه جلب ال 5 الاف دينار ليسلمه جواز سفره موشحا بختم التأشيرة. وبالفعل انطلت الحيلة على الضحية الذي جلب المبلغ المطلوب الى المكان المحدد أين وجد المتهم في انتظاره وفي يده جواز السفر المؤشر، لكن التأشيرة لم تكن في الواقع إلا ملصقا اشهاريا لنوع من الخمور الاجنبية وملصقا لمسابقة في اللوطو تحصل عليهما المتهم من مجلة اجنبية وألصقهما جنبا الى جنب للتمويه. ونظرا للظلمة الحالكة التي كان عليها المسلك الفلاحي، لم يتبين الضحية زيف التأشيرة الا لما لاحظ ان المتهم وبعد ان تسلم مبلغ ال 5 الاف دينار فر هاربا من المكان عبر المزارع والاراضي الفلاحية الواقعة بالمكان. وعلى هذا الاساس، اتصل المتهم بمحاميه الاستاذ محمد رمضان الذي تقدم بقضية لدى وكالة الجمهورية التي سارعت بفتح تحقيق في الموضوع، وتم تبعا لذلك ايقاف المتهم الذي واصل مسلسل تحيله ففر من مدينة المحرس واختار بئرا غير عميقة باحدى الجهات الفلاحية اختفى فيها لكن الجهات الامنية تفطنت الى مخبئه وألقت عليه القبض ليخضع الى التحقيقات. المتهم الآن رهن الايقاف في انتظار استكمال الابحاث معه واحالته على العدالة لتنظر في شأنه من أجل التحيل والفرار من السلط الامنية وغيرها من التهم الخطيرة والتي لا تخلو من الطرافة.