تتواصل أزمة فقدان الزيت المدعم والسكر والزبدة وبعض المواد الغذائية الأخرى في جميع أنحاءالبلاد، مما أثار سخط المواطنين الذين يعانون من غلاء مشط في الأسعار. ف «زيت الحاكم» والسكر والحليب كلها تمثل مواد أساسية، يستهلكها المواطن بنسبة عالية. فماهي أسباب هذا النقص؟ تونس (الشروق) «الشروق» قامت بجولة بعدد من محلات بيع المواد الغذائية واتصلت بمواطنين وبمصادر من وزارة التجارة لمعرفة من وراء فقدان «زيت الحاكم» والسكر والزبدة من الاسواق. حيث أكد أصحاب محلات المواد الغذائية قلقهم الشديد ازاء النقص المسجل في الزيت النباتي المدعم الذي قابله طلب متزايد من طرف المواطنين ورأى بعضهم أن هذا النقص يعود الى المراجعة التى تقوم بها الادارات المركزية واللجنة الوطنية للتزويد بنظام حصة المعلبين للزيت وذلك قصد التحكم فى الطاقة التحويلية للمعامل وتوجيه الزيت المدعم والمخصص للاستهلاك العائلي الى مستحقيه حفاظا على منظومة الدعم بالبلاد. وأكدوا ان المواطنين يعانون كثيرا من هذا النقص الكبير في الزيت المدعم. واضافوا ان خفض كميات السلع المدعمة سيؤدى إلى «بركان غضب» في صفوف المواطنين، خاصة الفقراء ومحدودى الدخل الذين لا يستطيعون شراء المنتجات من الأسواق الأخرى بسبب ضعف مداخيلهم داعين الى ضرورة توفير السلع بأسعار تناسب قدرة المواطنين الشرائية. احتكار من جهته أكد السيد لطفي الرياحي رئيس منظمة ارشاد المستهلك أن النقص المسجل في بعض المواد الغذائية وخاصة في الزيت النباتي المدعم يعود إلى تفشي ظاهرة الاحتكار والتهريب وضعف الدولة في السيطرة على مسالك توزيع المواد المدعمة مؤكدا ان مزودي الزيت يحتكرون هذه المادة ويبيعونها مباشرة الى المطاعم بسعر مرتفع مقارنة بسعره المقنن. وقال ان تهريب الزيت الى السوق الليبية جعل هذا النقص يتفاقم. وأثار تواصل النقص في تزود اغلب المحلات التجارية خلال الفترة المنقضية بمادة الزيت المدعم والسكر والحليب والزبدة عديد التشكيات والتساؤلات من قبل المواطنين حول اسباب فقدان هذه المواد الموجهة للاستهلاك العائلي خاصة امام اضطرار الكثير من الاهالي الى شراء انواع اخرى من الزيوت النباتية بأسعار مرتفعة مقارنة بالزيت المدعم. محاربة الاحتكار من جهتها اكدت وزارة التجارة ان أي نقص حاصل في المواد الغذائية الأساسية يعود بالأساس إما إلى تزايد الطلب عليه كما هو الحال بالنسبة للزيت النباتي المدعم حيث يعرف التونسي اقبالا كبيرا على استعمال هذا الزيت خاصة في القلي أو إلى الاحتكار. كما ان وزارة التجارة تعمل دائما على محاربة الاحتكار. أما بالنسبة لمادة الزبدة فيعتبر النقص الحاصل طبيعيا باعتبار أن فصل الصيف يشهد دائما تراجعا ملحوظا في انتاج الألبان والحليب.