تعددت استغاثة المئات من ساكني المدينة العتيقة والأرباض وعديد الأحياء الأخرى بمدينة القيروان من خطورة المنازل والمحلات التجارية المهجورة الآيلة الى السقوط التي تحيط بهم. وأصبحت وكرا لمختلف أنواع الآفات والحشرات والموت المباغت. الشروق – مكتب القيروان: تقارير بعض الجمعيات تشير الى تهديدات منها ما هو متصل بتسرّب مياه الصرف الصحي، ومياه شبكة ال"صوناد" مما جعلها تتهاوى وتتصدع. ومنها ما هو متعلق بأصحاب العقارات وتشتت الملكيات ومنها ماهو متعلق بانعدام ميزانية البلدية خاصة لهذا الغرض. ملف المنشآت الآيلة الى السقوط ملف شائك ومعقدّ ما انفكّ يلوكه أهالي القيروان دون حلول واضحة ودون دراسات أو برامج واضحة على الطاولة. بل إنه موضوع تغيب فيه الإحصائيات الرسمية الخاصة بعدد المنازل والمحلات المهددة بالسقوط سواء التابعة للملك الخاص أو التي على ملك الدولة بحسب إفادة رئيس بلديتها رضوان بودن إلا أن بعض الأرقام المتعلقة بعدد المنشآت الأخرى تشير الى وجود 65 مسجدا داخل السور فقط . أغلبها في حاجة الى الصيانة إضافة الى وجود ،84 ضريحاً، و55 صباطا (الصباط: قوس مسقوف يربط بين مجموعة من المساكن في خط متواز)، و62 قوساً". ورغم الدور الموكول الى معهد التراث بصيانة المعالم الأثرية العامة مثل الأضرحة والمساجد، والقباب، باستثناء المساكن الخاصة طبعا إلا أنك لا تلاحظ تدخلا حازما وملحوظا. المسؤولون خارج الخدمة حالة من الخوف الشديد سيطرت على المتساكنين بعد حادثة سوسة العام الماضي. و مايزال الخوف قائما من حوادث الانهيار المفاجىء بسبب تسرب المياه. حيث سلّط أحد المواطنين غضبه على مصالح شركة ال"صوناد" التى تعدّ سببا مباشرا في خراب المدينة العتيقة وما جاورها.. وقال سمير فيالة أصيل مدينة القيروان وناشط بالمجتمع المدني: «إن عديد المنازل مهجورة ومتهالكة تمامًا.الأمر الذي يؤدي إلى خطورة بالغة على أرواح المواطنين. حيث المخاوف من انهيارها على المارة. ويضيف أن «سبب الهوان يكمن في مندوبية تراث ميتة لدينا. لا تدخل واضحا لها ، مطالبا البلدية من جانبه بضرورة بسط سلطتها من خلال تدخلها لانتزاع المحلات التجارية التابعة لها والتي أغلقت بعد استغلالها من قبل من هجرها نهائيا... ويضيف رفيق العلاني أصيل حومة الجامع أن الأهالي تقدموا بعديد الشكاوى إلا أن جمعية صيانة المدينة رفضت أي تدخل منهم للتحسين أو الصيانة بدعوى المساس بالملامح الأثرية والتراثية لعدد من المنازل ..وتابع القول : إن جمعية صيانة المدينة لا أحسنت التدخل أو سارعت به ولا تركتنا نحن نبادر بذلك رغم أن عديد المواطنين هدموا.. وأعادوا البناء ضاربين عرض الحائط بكل المقاييس الفنية للصيانة مشيرا الى أن الظروف المادية لأغلب العائلات لا تسمح بتحمل تكاليف الترميم والتجديد ،في ظل ارتفاع أسعار موادّ البناء واليد العاملة. وأفاد منتصر فراح ، بأن منطقة الغسالة شهدت أياما من الرعب التام بسبب انهيار أحد المساكن ،قائلا إن الخوف كل الخوف من تأزم الوضع وحدوث مفاجآت الطبيعة مع اقتراب موسم الأمطار.. وتظل أرواح المواطنين هنا في المدينة متعلقة بمشكل التنفيذ الى الآن ، ولكن لماذا ؟ البلدية عاجزة بصفر ميزانية وبتوجهنا الى السيد رئيس بلدية القيروان رضوان بودن ، للاستفسار حول إمكانية وجود برنامج خاص بالبنايات الآيلة الى السقوط من عدمه ، أكد أن لا برنامج خاصا لديهم بهذا الخصوص ، ولا إحصائيات لديهم لحصر عدد المنشآت المهددة . كما أنه لا ميزانية تكفي بالتدخل قائلا :»إن البلدية عاجزة تماما في غياب ميزانية خاصة بالبنايات الآيلة الى السقوط داخل السور أو خارجه ،نظرا الى ارتفاع تكلفة التدخل التي تبلغ تقريبا 12 ألف دينار للهدم الواحد وبالتالي ستكبدهم مئات الملايين اذا ما وضعنا في الاعتبار المئات من المنازل والبنايات المهددة». كما تحدث بودن عن معضلة قانونية تحول دون الصيانة أو الحوز أو التوظيف وذلك بسبب تشتت الملكية وتعدد ورثة العقار الواحد. وهو ما يجعلهم أمام مأزق حقيقي في حاجة الى استراتيجية الدولة بتدخل كل الأطراف. و أشار رئيس البلدية الى أن تدخلهم يكون في الحالات القصوى المتعلقة بحياة المارة. كما ختم بأن الميزانية التي انطلق المجلس في إعدادها منذ أيام سيخصص جزء منها للبنايات الآيلة الى السقوط. لكنه لن يفي بالغرض. ولن يحلّ الإشكال. فالمشكل يستوجب تدخل الدولة على حد تعبيره.كما يبقى السؤال المطروح : متى يتم استغلال الهبة السعودية المرصودة لصيانة المدينة العتيقة ؟ و تبقى الإجابة عنه غير واضحة ولا مقنعة. أرقام ودلالات 56 مسجا في حاجة الى الصيانة. 12 ألف دينار لهدم البناية الواحدة. 84 ضريحا مهدد بالسقوط.