(الشروق) – مكتب المهدية أجمع أولياء عدد من التلاميذ بالمهدية تحدّثوا ل «الشروق» أن الخطوات التصعيدية التي اتخذتها الجامعة العامة للتعليم الثانوي، وتهديدها بعدم إجراء امتحانات الثلاثي الثاني ستكون تداعياتها خطيرة على مستقبل أبنائهم، مطالبين الحكومة، والنقابة بضرورة تحكيم العقل، والعمل سويّا على إنقاذ السنة الدراسية. قال عاشور بوذيبة (مهندس، ووليّ لتلميذين يدرسان بالمرحلتين الأساسي، والثانوي) "أزمة التعليم الثانوي بين الحكومة، ونقابة التعليم الثانوي ألقت بظلالها على نفسيّة ابنيه، وعلى استيعابهما للدروس باعتبار عدم إجرائهما لامتحانات الثلاثي الأول التي تمثل تتويجا لمجهوداتهما في هذه المرحلة، مضيفا أن إصرار النقابة على التصعيد، والامتناع عن إجراء امتحانات الثلاثي الثاني ستهدد التلاميذ بسنة بيضاء قد تعصف بمستقبل عدد كبير منهم". وقال الطاهر خواجة (موظف متقاعد) "إن هذه الأزمة العميقة في قطاع التعليم الثانوي وضعت الأولياء، والتلاميذ كرهائن من قبل الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي لسعد اليعقوبي، ومن خلفه كامل القاعدة الأستاذية، متسائلا في الأثناء هل أن مطالب الأساتذة مهما كانت مشروعيتها تتطلب التضحية بمستقبل أبنائنا التلاميذ الذين يمثّلون حجر أساس بناء الوطن؟" وناشد خواجة وزير التربية، ورئيس الحكومة بضرورة مصارحة الشعب، وإعطائه الحقيقة كاملة مهما كانت موجعة، مشدّدا على أن الحلّ الوحيد المتبقي أمام الطرفين النقابي، والحكومي هو التفاوض الجدّي، وإيجاد الحلول التي ترضي كل المتدخلين في العملية التربوية دون تحدّ، وليّ ذراع لما فيه مصلحة البلاد، والعباد. الوليّة راضية صولة (موظفة ببلدية المهدية) أشارت بدورها إلى حتمية الابتعاد عن منطق المواجهة بين الحكومة، والنقابة حتى لا يتحوّل أبناؤنا إلى «أكباش فداء» في هذه الأزمة التي قد تعصف بمستقبل العديد منهم، وتنفّرهم من الدراسة، وربما تقودهم إلى مسالك الانحراف، والجريمة، مطالبة النقابة باللجوء إلى وسائل نضالية أخرى لتحقيق مطالبهم في مقابل مواصلة رسالتهم التربوية كاملة في التدريس، والتقييم، والمراقبة. أما الوليّ المنصف الحزقي (موظف متقاعد ببنك) فقد أوضح أن الأساتذة لهم الحق في المطالبة بحقوقهم المشروعة، لكن دون جرّ التلاميذ إلى مربع الأزمة العميقة بين النقابة، ووزارة الإشراف، مطالبا الطرفين بضرورة التفاوض الجدّي لإيجاد الحلول المناسبة للخروج من هذه الأزمة، وإذا عجزا عن ذلك فيجب مقاضاة المتسبّبين في الوصول إلى هذا المنعرج الخطير، أو حلّ جامعة التعليم الثانوي وفق تعبيره عن طريق المحكمة الإدارية لأن مستقبل أبنائنا التلاميذ ليس لعبة في يد أيّ كان مهما علا شأنه. وفي السياق ذاته قال الوليّ نبيل الصفاقسي (فنان حرفي) أن مطالب الأساتذة مشروعة، إلا أن الجامعة العامة للتعليم الثانوي أساءت اختيار الظرف، والتوقيت المناسب في ظل ما تمرّ به البلاد من صعوبات اقتصادية، وتنموية، كما أن الحكومة كان عليها أن تلتزم بوعودها، ولا تمضي على اتفاقيات غير قادرة على تنفيذها ليدفع التلاميذ، والأولياء ثمنا باهظا في آخر المطاف.