بَعد نِصف عثرة في «كُوناكري»، يَستقبل الترجي الرياضي التونسي اليوم «بلاتينيوم» الزمبابوي بشعار الانتصار لتدارك النُقطتين المهدورتين ضدّ «حُوريا» الغيني. وَيُمكن القول إن الترجي كان مَحظوظا في الجولة الافتتاحية من رحلة الدفاع عن عَرشه القاري. ذلك أن نادي «باب سويقة» خطف تعادلا غَاليا من «كُوناكري» بفضل اللّمسة الفنية لأنيس البدري في الوقت القَاتل. وقد وقف الحظ أيضا بجانب «المكشخين» بعد أن انتهت المُواجهة الثانية بين «بلاتينيوم» الزمبابوي و»أورلاندو بيراتس» الجنوب - افريقي على نتيجة بَيضاء. ومن المُؤكد أن هذا السيناريو المُثير يَصبّ في مَصلحة شيخ الأندية شرط أن يتّعظ من درس الغينيين ويسحق اليوم منافسه الزمبابوي ليُعلن فريق الشعباني عن الانطلاقة الفِعلية في المسابقة الافريقية الأصعب والأغلى لكلّ الأوقات. في المُتناول على الوَرق، تبدو مُقارنة الترجي الرياضي بخصمه الزمبابوي «ظَالمة» خاصة إذا عرفنا أن «بلاتينيوم» «صِناعة محلية» ولم يمتلك بعد الامكانات والخِبرات اللازمة ليفرض نفسه على الساحة الافريقية. فقد تَسيّد «بلاتينيوم» بطولة زمبابوي في المَوسمين الأخيرين لكن مسيرته في النسخة الحالية من رابطة الأبطال تُثبت أنه فريق مُتواضع إن لم نقل إنه من «الضّعفاء». وقد ترشّح هذا النادي إلى دور المجموعات بالحدّ الأدنى المطلوب. ويمكن التأكيد أنّ «بلاتينيوم» من الأندية الفَتية و»المُبتدئة» في برّ افريقيا وذلك على عكس شيخ الأندية الذي يتفوّق على خصمه من كلّ النواحي التاريخية والفنية والمالية. ومن الواضح أن المنطق يُرجّح كفة «المكشخين» في لقاء اليوم شرط احترام الخَصم الذي ليس لديه ما يخسره وهو في حَضرة زعيم افريقيا وشيخ الكرة التونسية. الشعباني يلعب كلّ أوراقه بَعد أن راهن على العناصر الاحتياطية في مباراة بن قردان، سيعتمد معين الشعباني اليوم على كامل «أسلحته» الأساسية ومن غير المُستبعد أن يقع تشريك المُنتدبين الجُدد خاصّة بعد تمّ تأهيلهما من الناحية القانونية لتمثيل الترجي في المسابقة القارية. وتؤكد المعلومات القادمة من الحديقة أن اللّيبي حمدو الهُوني أظهر استعدادات جيّدة ما قد يُؤهله لتعزيز التشكيلة الصّفراء والحمراء. أمّا النيجيري «جونيور لوكازا» فإنه قد يحتاج إلى المزيد من الوقت ليبلغ أعلى درجات الجاهزية (قد يكون ضمن البدلاء في مُباراة اليوم). الحِصّة التدريبية الأخيرة للترجي كَشفت عن المَلامح العَامّة للتركيبة الأساسية التي قد تكون على النّحو التالي ما لم تتغيّر المُعطيات والحسابات لدواع فنية أولأسباب اضطرارية: الجريدي – الذوادي – شمّام – الدربالي – بن محمّد – كُوليبالي – كوم – الهوني (هُناك أسماء أخرى قد تشغل هذا الموقع مثل بقير والشعلالي...) – البلايلي – البدري – الخنيسي. خسائر كبيرة سَيتكبّد الترجي الرياضي خسائر رياضية ومالية فادحة بسبب «الويكلو» الاختياري تَارة والإجباري تارة أخرى. ومن المعلوم أن الجماهير الصّفراء والحمراء كانت قد قاطعت مُواجهتي الافريقي وبن قردان لدواع تنظيمية بحتة تَهمّ فشل السلطات المعنية في تأمين حَاجات المُشتركين (13 ألف مقعد). وقد تزامنت مُقاطعة «المجموعات» للمُنافسات المَحلية مع العُقوبة التأديبية للكنفدرالية الافريقية وهوما سَيَحرم النادي من أنصاره في مُواجهتيه القاريتين ضدّ «بلاتينيوم» و»أورلاندو بيراتس». غياب الأحباء في هذه المُباريات سيتسبّب في خَسائر مادية تَتجاوز حسب بعض التَقديرات نصف المليار. والأهمّ من ضَياع المال يكمن في فِقدان الدعم الجماهيري في مثل هذه المُواجهات المُؤثرة في المسيرة الترجية. احتفالات في كلّ الجهات لا يَعترف الترجي الرياضي بالحدود الجغرافية ويملك قاعدة جماهيرية مُمتدة من شمال تونس إلى جنوبها ومن هذا المنطلق كان لِزاما على لجنة تَنظيم المائوية تَشريك المناطق الشعبية والداخلية في هذه الفرحة التاريخية. وقد انطلقت فِعلا القَوافل الاحتفالية بين المدن وكانت البداية من الوطن القبلي وتَحديدا في بني خَيار حيث تَعيش الكثير من العائلات التونسية على «الأمل» وعلى حبّ «المَريول» الأصفر والأحمر. ومن الواضح أنّ «الكَرنفالات» الترجية خارج العاصمة سَتُنعش الأجواء في مُختلف المدن والقرى و»الدشر» التي تَعشق الكرة وأزياء «الدّم والذَهب». ماذا عن ملف الانتدابات؟ بعد انتداب الجزائري طيّب مزياني واللّيبي حمدو الهوني والنيجيري «جونيور لوكازا» يكون الترجي الرياضي قد أتمّ بنسبة 99 بالمائة صَفقاته الشتوية. وَهُناك أمل «صَغير» في الظّفر بعنصر دفاعي خارج آجال «الميركاتو» بفضل القانون الذي يسمح ل «الترجيين» بإنتداب لاعب آخر شرط أن يكون في حلّ من كلّ إرتباط. وفي هذا السياق وقع تداول اسم المدافع الجزائري «المُخضرم» سعيد بلكالام لتقمّص الأزياء الترجية ويبدو أن نهاية العلاقة التعاقدية بين اللاعب وفريقه الجزائري شبيبة القبائل تَجعله في صَدارة المطلوبين في «باب سويقة». ومن المعلوم أن بلكالام كان قد لعب في الجزائر وأنقلترا وتركيا وفرنسا ومن الواضح أنه «يعيش آخر أيّامه» كلاعب (من مواليد عام 1989). تغيير في موعد «السوبر» الافريقي بعد أن تحفّظ الترجي الرياضي على موعد «السوبر» القاري أمام الرجاء المغربي قرّرت «الكَاف» نقل هذه القمة العربية – الافريقية إلى 29 مارس مع تثبيت مكان هذا اللّقاء في «الدّوحة» القطرية. وكان بطل افريقيا قد احترز على تعيين لقاء «السّوبر» يوم 20 فيفري بسبب ضغط المباريات والانشغال في تلك الفترة بتنظيم جانب من الاحتفالات الخاصّة بالمائوية.