طفت في الفترة الأخيرة، مسألة الشهائد الوهمية، لأطباء أسنان مزيفين فتم أمس الأول الكشف عن «طبيب مزيف، في جهة بن قردان، يمارس هذه المهنة، منذ عشر سنوات، وضحاياه تونسيون وأجانب. مدنين بن قردان (الشروق) تمكن أمس الأول أعوان الشرطة العدلية بمنطقة الأمن الوطني ببنقردان ، من إلقاء القبض على شخص تجاوز العقد الخامس من العمر. وجهت اليه تهمة انتحال صفة طبيب أسنان. وقد تعمد تخصيص غرفة بمنزله لممارسة المهنة منذ سنوات . وقد تمت عملية القبض على الموقوف بعد سلسلة من التشكيات الواردة على أعوان الأمن ببنقردان مفادها تواجد شخص يمارس مهنة طبيب أسنان، في ظروف صحية مزرية. وتم تكثيف الرقابة على الشخص و مداهمة منزله بعد استشارة النيابة العمومية، التي أذنت بإيقافه، وحجز كل المعدات الموجودة داخل المقر. وأثبتت التحقيقات أن الموقوف هو أصيل ولاية قابس. استقر بمدينة بنقردان بعد الثورة الليبية. حيث كان يشتغل فيها مدة ثلاث سنوات، ليعود منها جراء الحرب في ليبيا. فراودته فكرة إنشاء مقر وانتحال صفة طبيب أسنان. وخصص لنفسه تعريفة تفاضلية تتمثل في تركيب الأسنان بمبلغ 10 دنانير للسن الواحدة مع إمكانية التدخلات الطبية المجانية لبعض الحرفاء الذين يتوافدون عليه. وبمزيد تشديد الخناق والبحث مع المتهم، اعترف بأنه يقوم بتركيب الاسنان، مستعملا أدوات اشتراها من تونس العاصمة، مشيرا إلى أنه تلقى تكوينا مدة عامين في الغرض بليبيا وأن مستواه التعليمي لا يتجاوز المرحلة الابتدائية، علما أن بطاقة تعريفه الوطنية نص بها على أنه عون فني في تركيب الأسنان. وما يثير نقاط الاستفهام، هوأن المتهم ينشط في هذا المجال منذ عشر سنوات. ولم يتم التفطن اليه، الا بعد تقرير تلفزي تم بثه حول بروز «أطباء مزيفين» في عدد من المناطق، منها قرمباليةوقابس، ومناطق أخرى. وعمدوا الى تقديم خدمات طبية للمرضى. وحصلوا على منافع مالية. وتعددت اثر ذلك تشكيات المواطنين الذين تبينوا أنهم تحصلوا على خدمات صحية متردية جدا. ومن الطرائف، أن أحد ضحايا هذا «الطبيب المزيف»، كان قد قام بتركيب سنين بمبلغ 20 دينارا. وعند عودته الى منزله، لم يجدهما ليتضح أنهما سقطا من فمه دون أن ينتبه الى ذلك. وتجدر الإشارة، الى أن منتحل صفة طبيب أسنان، الذي تم الكشف عنه، ببن قردان، مرتبط بشبكة من الأطباء المزيفين، الذين ينشطون في عدد من مناطق الجمهورية، والذين تم الكشف عن بعضهم في حين مازال البعض الآخر منهم يواصل نشاطه.