لم يكن يوم الجمعة الفارط عاديا في الشارقة في الامارات العربية المتحدة وتحديدا في الجامعة الامريكية فلقد نظّم مجلس الاعمال الفلسطيني بالشارقة حفل تكريم ضخم وفخم على شرف الفنان التونسي لطفي بوشناق والملحن الجزائري الكبير نوبلي فاضل والفنانة الفلسطينية منال موسى ولقد تميز هذا الحفل التكريمي الكبير بالمحبة الغامرة لفنان تونس والعرب لطفي بوشناق لقد كان الحفل من حيث المضمون حفلا متميزا وكان من حيث الشكل ولم الشمل العربي حفلا متفردا حضره سفير فلسطينبدبي وسفير الجزائربدبي وقنصل تونس السيد لطفي بن عامر فضلا عن اساتذة. ودكاترة ورجال اعمال واعلاميين وقنوات تلفزيه ومواطنين عرب من فلسطينوالجزائر ولبنان لقد جاؤوا جميعا ليهتفوا بصوت واحد «تحيا فلسطين» ويقولوا «شكرا» عميقة من القلب لمن غنوا لفلسطين... ومن غير لطفي بوشناق اولى بتكريم وتبجيل وهو الذي وجه جل ألحانه نحو فلسطين؟ وهكذا قالوا في كلمات افتتاح الحفل البهيج...وكان الجمهور الحاضر يصفق بحرارة تعبيرا وتقديرا واحتراما لتاريخ فنان تونسي امن الى حد العشق والى حد التوحد بان قضية فلسطين هي قضيته الخاصة. التي يخجل من نفسه وفنه اذا لم يعطها رحيق عمره ورحيق فنه ومن اولى اولياته الفنية ...وهذا ما قاله في ذات الحفل وقاله لي شخصيا مرار وتكرارا ...وله من الاغاني الجديدة عن فلسطين ما يسعد الفلسطينيين ويثير كمد العدو. لقد قلنا منذ لحظات ان الحفل كان رائعا وان الحضور قدموا من كل فج عميق ليقولوا شكرا من القلب عميقة لفناني القضية الفلسطينية وعلى رأسهم لطفي بوشناق ولكن الحفل ازداد بهاء ونقاء وجمالا وبهاء بتكريم قامة فنية كبيرة من قامات الجزائر الخالدة الفنان الملحن الكبير نوبلي فاضل الذي يمر بظروف صحية صعبة. لقد كان الملحن نوبلي فاضل مدافعا شرسا بألحانه الراقية والصادقة والعذبة عن فلسطين وهذا فخر لا يدانيه فخر آخر. ولقد يزداد الفخر بهاء وشرفا انسانيا عندما نعلم ان نوبلي فاضل هو من لحن للطفي بوشناق أغنية سراييفو التي هزت الاعماق وادارت الاعناق الى مأساة سراييفو.... فلا غرابة اذن ان يتم تكريم قامتين مديدتين تونسية وجزائرية في عالم التلحين والغناء. وللتاريخ العبق بين تونسوالجزائر دائما صولات وجولات...صولات وجولات جميلة تجل عن الوصف ولكنها ترسخ في القلب لقد كان التكريم بمستوى القامتين التونسيةوالجزائرية ولا بد ان ننوه هنا بأبرز فقرات الحفل الذي قدمته فرقة «حنون» للفنون الشعبية الفلسطينية بألوان من الفولكلور الفلسطيني الى جانب عدة أغان تفاعل معها الجمهور الحاضر حينا بالرقص وحينا بالتصفيق وحينا بالغناء الى حد البكاء... لقد قلنا ان الجمهور غنى الى حد البكاء ولكن قبل ذلك صفق طويلا لتكريم فنانة فلسطين العذبة منال موسى التي قالت لنا انها تعشق تونس الى حد النخاع وتتمنى ان تزورها قريبا ولا تريد ان تشفى من حبها على رأي محمود درويش وماذا بعد والاسطر الاخيرة تفرض نفسها...؟ طبعا لا بد ان ننوه بالمجهود الكبير الذي قام به رجل الاعمال الجزائري صلاح فاضل شقيق الملحن نوبلي فاضل حتى تكون اقامة الوفد التونسيوالجزائري طيبة في دبي وحتى يكون حفل التكريم في مستوى قيمة المكرمين العرب .... وهو ما رد عليه لطفي بوشناق بحدس الفنان الاصيل المعترف بالجميل لأهل الجود والكرم والجمال فغنى «لاموني اللي غاروا مني» وظف فيها اسماء الدول العربية الحاضرة في حفل الشارقة فاسعد الحضور وانتشى الجمهور على امتداد خمس ساعات.