أنهى الممثل والمخرج المسرحي غازي الزغباني تصوير المشاهد الداخلية، لفيلمه الروائي الطويل الأول في مسيرته، «الهربة»، بع أن أعاد صياغة نص مسرحيته التي تحمل نفس العنوان «الهربة»، في شكل سيناريو فيلم. تونس الشروق: وأكد المخرج غازي الزغباني، أنه مازال ينتظر تحسن حالة الطقس، لاستكمال يومي تصوير خارجي، مرجحا أن يلتئم التصوير يومي 8 و9 فيفري 2019، مبرزا أن الجانب الأكبر من الفيلم عبارة عن «ويكلو» (تصوير داخلي) في ديكور واحد، يجمع أبطال الفيلم الثلاثة، وهم نفس أبطال المسرحية ونفس الشخصيات، نادية بوستة وغازي الزغباني ومحمد حسين قريع. لكن لأن السينما تختلف عن المسرح، ستتواجد في فيلم «الهربة» شخصيات ثانوية، على غرار نجوى ميلاد ورانيا القابسي ولسعد بوصبيع، كما أوضح محدثنا، أن فيلمه إنتاج ذاتي، بالتعاون بين شركة الأرتيستو، وشركة «جي برود» لغازي الغزواني، والجيلاني عروس مدير الإنتاج، اللذين آمنا بالفيلم على حد تعبيره. وفي هذا السياق أكد غازي الزغباني، أن فيلم «الهربة» قدم للجنة الدعم ورفض، مرجحا أن يكون السبب بطاقة الاحتراف السينمائي، لأنه متحصل على بطاقة الاحتراف كمخرج مسرحي، وعلق على هذا السبب بالقول: «صحيح أنني مخرج مسرحي لكنني عملت في السينما كممثل وعديد المرات في إدارة الممثلين، وأخرجت أيضا سيتكوم للتلفزة، وربما تأخرت في إيداع مطلب بطاقة الاحتراف السينمائي بعض الشيء... وشدد الزغباني على أنه رغم الصعوبات المالية، فإنه على يقين بأن فيلمه سيذهب بعيدا، لأنه بعد أن بلغ تصوير الفيلم نسبة 80 % تأكدنا من جمالية الصورة، وكانت بصمة محمد المغراوي مدير التصوير واضحة، على حد تعبيره. أما عن مضمون الفيلم فهو نفسه مضمون المسرحية، حيث تنطلق الأحداث على صوت مطاردة أمنية لشاب متشدّد دينيّا وسط أزقّة المدينة العتيقة بتونس العاصمة، يفتح الشاب أول باب يعترضه، فيجد نفسه في غرفة مومس، ورغم رفض هذا الشاب للمكان،فإنه كان مجبرا على الاختباء في غرفة المومس في ماخور المدينة. شخصيات متناقضة ومتباعدة، جمعتها الحاجة إلى الآخر، مومس متحررة إلى أبعد الحدود وشاب متطرف دينيا بعيد عنها كل البعد، بيد أن محاولات الإغراء التي اعتمدتها المومس لتعيش ليلة حميمية مع هذا الشاب ونجحت فيها، ستمحو الهوّة الفكرية والشكلية وقربتهما ليصبحا جسدا واحدا. طرح غازي الزغباني للتطرف مختلف في عمله «الهربة»، لأنه ابتعد عن المتشدد النمطي بما هو متحجر الفكر، لا مستوى علمي لديه، وقدم بطله، الذي جسده، كمهندس إعلامية عوض أن يكون من إطارات البلاد، كان من أعدائها، طرح الزغباني سيطال المؤسسة التربوية والدولة، وسيكون مغايرا للمألوف، وفيا ل«الهربة» المسرحية.