تونس (الشروق) أحدثت المدرسة الإعداديّة ابن رشد بالدندان خلال السنة الدراسيّة 1989/1990 في إطار استراتيجيّة تقريب المؤسّسات التربويّة من التلامذة والأولياء على حدّ السّواء. ويؤمها خلال السنة الدراسيّة الحالية 381 تلميذا وتلميذة ضمن 12 قسما و24 قاعة تدريس منها قاعة وحيدة للإعلامية تحتوي على 10 حواسيب قارّة مرتبطة بالانترنات ويُشرف على تدريسهم 30 أستاذا بدعم من 11 إطارا وعاملا. بادرة تشاركيّة بعد مرور ثلاث عشريّات على إحداث الإعداديّة شهدت بنيتها التحتيّة تدهورا لافتا وتقادما في الوسائل والمعدّات والتجهيزات. وسعيا إلى تغيير هذا الواقع بغية تحسين ظروف الدراسة والتّدريس أقرّت إدارة المؤسّسة التربويّة مشروعا بعنوان «هم يخرّبون ونحن نُصلح... ونزرع الحبّ مع كلّ زهرة». وفي لقاء مع السيد مكرم السمعي مدير الإعداديّة أكّد ل»الشروق» بأن هذا المشروع يرتكز على أبعاد تشاركيّة بين الإدارة والمربيّن والتلامذة والأولياء. ويقُوم في جوهره على توفير فضاءات تعتمد على الجماليّة وتشجيع التلامذة على الانصهار في العمليّة التربويّة والمعرفيّة ضمن مسارات دراسيّة وثقافيّة للتّشجيع على الخلق في تحرير للقدرات الإبداعيّة. وأضاف السيد السمعي بأن الجهود الخيّرة تجمّعت من أجل استكمال ربط الفضاءات بالنور الكهربائي والقيام بأشغال صيانتها من خلال دهن وتزويق جدرانها وأبوابها ونوافذها وإصلاح البلور المكسور. هذا إضافة إلى التجديد الكامل لعشر دورات مياه وتجميل الفضاءات الداخليّة بزراعة 400 مزينة وشجرة وإعادة استغلال المُتلف من الطاولات في تجهيز الفضاءات المُحدثة بالتعويل على المجهود الإداري والتلمذي إلى جانب إحداث عدّة نواد على غرار البستنة – الصحّة - المسرح – المسرح الحركي – الرّسم التشكيلي - فضاء المواطن والتاريخ وذلك بإشراف مربين وقد خلقت هذه الفضاءات تفاعلا حركيا نشيطا . نقائص صارخة وخلُص السيد مكرم السمعي في خاتمة حديثه بالقول إن هذه الجهود التي مسّت عدّة جوانب تجميليّة ومعرفيّة بالإعداديّة تبقى في حاجة ماسّة إلى مؤازرة وزارة الاشراف لتجاوز العديد من النقائص على غرار ضرورة توفير السلامة الداخليّة بالممرّات والمدرّجات من خلال تركيز أبواب حديديّة وتدعيم العنصر البشري خصوصا بعون حراسة ليليّة للمؤسّسة. هذا إضافة إلى إعادة تهيئة السور الخارجي المحيط بالمؤسّسة والذي تُقدر قيمة انجازه بحوالي 30 ألف دينارا. هذا إلى جانب تغيير واجهة المدخل الرئيسي وتبليط السّاحات الداخليّة وتهيئة ساحة العلم وملعب الرياضة الذي يعاني من الرداءة والتواصل مع السلط المحليّة من أجل رفع الفواضل المنزليّة والحيوانيّة التي تُلقى يوميا على جانبيْ واجهة المؤسّسة. ووجبت الإشارة بأنه خلال زيارتنا لهذه لإعداديّة لاحظنا قطعانا من الكلاب السائبة المتجمعة حول الفواضل ممّا يُخلف مخاطر محدقة على سلامة التلامذة.