كشف المخرج رضا الباهي في اتصال مع «الشروق» ان انطلاق التصوير سيكون خلال شهر أفريل القادم ويمتد على طول 6 أسابيع. يعمل هذه الأيام المخرج رضا الباهي على وضع اللمسات الأخيرة لعمله السينمائي التاسع في رصيده « جزيرة الغفران». وسيجسد احداث هذا العمل الممثلة الإيطالية ذات الأصول التونسية كلوديا كاردينال ودرة زروق ومحمد علي بن جمعة والشاذلي العرفاوي والبحري الرحالي وباديس الباهي. ويعد « جزيرة الغفران « ثالث الأفلام التونسية في مسيرة النجمة العالمية كلوديا كاردينال بعد فيلم « صيف حلق الوادي « لفريد بوغدير وفيلم «أمواج متلاطمة» للحبيب المستيري. وفي المقابل، تسجل درة زروق من خلال هذا الفيلم تجديد العهد مع السينما التونسية التي غابت عنها على امتداد السنوات القليلة الماضية. تدور أحداث الفيلم في جزيرة جربة الساحرة التي تمتاز بالثقافات المختلطة وجمال الطبيعة وتمنح زوّارها الشعور بالهدوء والسكينة وجربة. ويقدم الفيلم- حسب مخرجه- مثالا للتعايش بين الحضارات «التي تقتحم بعضهما في محاولة لالتهامها لكن بمرور الوقت تتحول إلى طريقة للتسامح وقبول الآخر... وطرح لفكرة التعايش بين المسيحيين والمسلمين حيث تدور الأحداث حول ايطالي يستقرّ في جربة ويحاول الأهالي إقناعه باعتناق الإسلام وذلك خلال فترة الخمسينات. رضا الباهي من السينمائيين الذين يتّصفون بالهدوء وعمق التفكير.. القيروان هي مدينة المولد والطفولة والدراسة الابتدائية والثانوية مدينة عابقة بأريج التاريخ.. كان لها الأثر العميق في نحت شخصية السينمائي رضا الباهي الذي بدأ ينحت مسيرته في عالم الفن السابع منذ 1960.. ومثل «شمس الضياع» أول أفلامه السينمائية الطويلة. إن من يشاهد أفلام رضا الباهي يقتنع أن انشغاله هو التفاعل مع الواقع من كل الزوايا الاجتماعية والسياسية والانسانية والحرص على إشراك المتفرّج كمتلقي الخطاب السينمائي متعدّد الاهتمام في معالجة قضايا البلاد تونس حاضرا ومستقبلا ويحسب لرضا الباهي حسب المهتمين بالشأن السينمائي أنه من رواد السينما التونسية الحديثة ومن المدافعين القلائل عن مفهوم تعميم السينما وجعلها منخرطة بشكل عضوي في التحولات السياسية والاجتماعية والفكرية ومتفاعلة معها وله القناعة الراسخة بأن السينما هي المرآة التي تعكس نبضات المجتمع وتعبّر عن قضاياه، وهو من أصحاب «التيار السياسي الاجتماعي بمفهومه الشامل وليس الإيديولوجي» في تعاطيه مع الابداع السينمائي ونجد مثل هذا التمشّي أو هذا الخط الابداعي الواضح عند رضا الباهي في أعماله «السنونو لا يموت في القدس» و«شمس الضياع» و«صندوق عجب» و«شامبانيا مرّة» و«ديما براندو».. وهي أعمال تنتصر للقيم النبيلة كأسمى تعبير عن الانسانية وتتطلع الى الرقي بالذوق الفني والثقافي للمتلقّي. بعد سلسلة من الأشرطة الوثائقية التلفزيونية، انتقل الباهي إلى معالجة قضية الربيع العربي فاستقرّ بفيلمه «زهرة حلب» في غياهب ضبابية لشاب تونسي يقرّر الالتحاق «للجهاد» بالأراضي السورية ... واليوم ها هو يحط الرحال في جزيرة جربة ليكون شاهدا على حوار بين حضارتين لأجل رهان التعايش السلمي بينهما... انه قدر مخرج يعيش القضايا الحارقة بكل صفاء ورؤية فنية ذات خصوصيات لا يتقنها الا هو ... ولا ادل على ذلك من التفكير من الان في فيلمه القادم «العاشر» والذي سيكون محوره الرئيسي «المدرسة القرآنية بالرقاب».