جاء في تقرير خاص لأصدقاء الأرض أنه وخلافا لما يروج فان المزارع الصغرى قادرة على توفير كميات من الغذاء كافية لضمان الغذاء لكل البشرية فلقد أثبت السيد MARBIOT GEORGES في مقال له نشرته مجلة THE GUARDIAN بتاريخ 10 جوان 2008 أن هناك علاقة عكسية بين مساحة المزارع وكمية الإنتاج في الهكتار. فكلما كانت المساحة محدودة وإلا كانت الإنتاجية أعلى. في بعض الحالات تكون الفروق هائلة ففي دراسة أجريت بتركيا تبين أن المزارع التي لا تفوق مساحتها هكتارا تنتج 20 مرة أكثر مما تنتجه المزارع التي تفوق 10 هكتارات . أما السيد AMATYA SEU المتحصل على جائزة نوبل للاقتصاد فقد بين منذ 1962 وذلك من خلال دراسات أجريت بالباكستان والهند والنيبال وماليزيا وتايلندا والفيليبين والبرازيل وكولمبيا والباراغواي أن إنتاجية المزارع الصغرى تفوق بكثير إنتاجية المزارع الكبرى قد يبدو ذلك غريبا للوهلة الأولى ما دام المزارعون الصغار يفتقدون للوسائل التقنية الضرورية ولرأس المال ويعجزون عن الحصول على القروض الفلاحية في البرازيل حيث احتكر الملاكون العقاريون أخصب الأراضي فان هذه الحقيقة تظل صامدة بحيث تتغلب المزارع الصغرى على اللاتي فنديا إنتاجية. في هذه المزارع لا تحتاج العائلات إلى العمل الأجير ويقوم أفراد العائلة بخدمة الأرض بصفة أكثر نجاعة وتركيزا ويقضون أوقاتا أكثر في إعداد قنوات الري ويقومون بالزراعة بمجرد الفراغ من عملية الحصاد ويمكن أن يزرعوا نباتات مختلفة في نفس الوقت. يستنتج أصدقاء الأرض بأنه لضمان كميات أعلى من المواد الغذائية ومواجهة معضلة المجاعة لا بد من تفكيك المجالات الزراعية الكبرى وتوزيعها على المزارعين الصغار. رغم الدعاية المضادة للمنظمة العالمية للأغذية والزراعة (التي اعترفت أخيرا بأن الفلاحة البيولوجية في ضيعات صغيرة هي الحل بعد عقود من التعنّت) ومنظمة البلدان المصنعة فان البحوث الميدانية تدعم الفكرة القائلة بتفوق المزارع الصغرى . كلما في الأمر أن المؤسسات الزراعية الكبرى المرتبطة بالمجمعات الغذائية والمساحات التجارية الكبرى تحتكر السوق وتفرض أسعارا متدنية لا تمت لتكلفة الغذاء لتقضي على المزارع الصغير. خلال الأربع عقود الأخيرة عرف المجال الزراعي تحوّلات جوهريّة أفقدته خاصّيته وتحوّلت فيها المزارع إلى شبه مصانع. ماذا لو تمادت الأجيال الحاضرة والمستقبلة في استهلاك مواد غذائيّة تحتوي على مختلف أنواع المواد الكيميائيّة والهرمونات والمضادات الحيويّة. (يتبع)