قالت مصادر مطلعة ل «الشروق» ان عدد القتلى في حادثة غرق الباخرة عرض سواحل مدينة شاطئ مريم الساحلية فجر الاحد الماضي تجاوز 22 فيما لا يزال 42 شخصا مصيرهم مجهولا بعد ان تمكنت فرق الاغاثة التونسية من انقاذ 11 بينهم تونسي واحد، تراوحت اعمارهم بين 18 و 30 سنة. وكانت مصادر رسمية قد اكدت هلاك 17 شخصا الى حدود مساء الاحد الماضي. السفينة المفقودة كان على متنها 75 مهاجرا سريا بينهم خمسة تونسين لم يظهر منهم حتى الساعة غير واحد فقط، وسبعون مغربيا. وقد انطلقت الرحلة غير الشرعية في ساعة متأخرة من ليل السبت من مدينة شاطئ مريم بولاية سوسة في اتجاه جزيرة لمبادوزا الايطالية، الا ان السفينة التي كانت تقل 75 شخصا تعرضع بعد ساعة من انطلاقها الى عطب ادى الى انقسامها الى شطرين ثم غرقها بمن فيها. وكان ربان السفينة قد ارسل نداء استغاثة انطلقت على اثره وحدات البحرية التابعة للحرس الوطني ووحدات تابعة للحماية المدنية ومروحية عسكرية وخافرة سواحل وباخرة وطوافة، وتم انقاذ 11 شخصا من بينهم تونسي، كما تم انتشال 17 جثة الى حدود منتصف ليل الاحد، وتواصلت عمليات الانقاذ والبحث عن المفقودين عرض سواحل مدينتي شاطئ مريم وهرقلة، الى ان تم انتشال خمسة جثث اخرى ليبلغ عدد القتلى 22 شخصا الى حدود مساء امس الاثنين. وقد تم استعمال وسائل وأدوات تستعمل لأول مرة بالبلاد التونسية في عمليات الانقاذ والأجلاء والبحث. هذا واودعت جثث الهالكين من الغرقى بمستشفى سهلول في ولاية سوسة، فيما تم اسعاف من تم انتشالهم احياء، وقد تكفلت فرقة الابحاث والتفتيش التابعة لمنطقة الحرس الوطني بسوسة بالبحث في الموضوع بعد ان اذنت النيابة العمومية بمتابعته وفتح محضر تحقيقي لتحديد المسؤوليات. كما اذنت بعرض جثث الهالكين على مخابر الطب الشرعي. من جهة ثانية تمكنت دوريات امنية في ولايتي نابلوتونس من احباط عدد من عمليات الابحار خلسة كانت ستنطلق في مجموعات ضمت 200 شخص في نفس توقيت انطلاق رحلة الموت بشاطئ مريم، وقالت مصادر متابعة للموضوع ان اعوان الامن حاصروا ثلاث مجموعات جل عناصرها مغاربة دخلوا البلاد التونسية عبر الجزائر بطريقة شرعية تجمعوا بأحد احياء نابل بعد ان توزعوا على مجموعات بغرض الابحار خلسة في اتجاه لمبادوزا الايطالية قبل ان يباغتهم اعوان الامن ويلقوا القبض على قرابة 200 شخص كانوا بصدد التوجه في ساعة متأخرة من ليل السبت والاحد الى مكان الابحار، وتمكّن الاعوان من حجز عدد من السفن قال مصدرنا انها ثلاث. كما القي القبض على اكثر من 20 شخصا في العاصمة وقد تكفل اعوان الامن بالمرازقة من ولاية نابل بالبحث في الموضوع بعدما اذنت النيابة العمومية بذلك، ورفض المحققون الادلاء الينا بأى معلومة وعلمنا من مصادر مطلعة وموثوقة بها ان مجموعة نابل ومجموعة السفينة المنكوبة عرض سواحل شاطئ مريم وهرقلة من ولاية سوسة، مرتبطة بشبكة واحدة، ويبدو ان الشكوك متجهة الى احد الاشخاص من اصيلي مدينة بني خيار من ولاية نابل للاشتباه في كونه الرأس المدبّر للرحلة ومهندسها، حسبما صرّح به بعض المعتقلين من الحارقين وحسب بعض المعطيات فإن شبكة تهريب الشبان عبر عمليات الابحار خلسة تمتد بين تونس وليبيا والجزائر ولها ارتباطات ببعض البحّارة الايطاليين، ويتلقى منظموا الرحلة مبالغ مالية تتراوح بين 800 و1200 دينار تونسي بالنسبة الى النفر الواحد ويتم الاتفاق على ايصال الحارقين الى جزيرتي لمبادوزا ولينوزا الايطاليتين الواقعيتين بين تونس وايطاليا، الا ان الحارقين في رحلة شاطئ مريم دفع كل منهم مبلغ 2000 اورو . وكانت وكالة الانباء التونسية (وات) قد اعلنت مساء الأحد الماضي ان المغاربة الذين كانوا سواء على متن الزورق المنكوب او القي عليهم القبض بنابل قد دخلوا التراب التونسي بصفة قانونية ضمن مجموعة يصل عددها الى 280 شخصا بنية الابحار خلسة الى ايطاليا، ورغم ان المعطيات الاولية تشير الى ان 75 منهم انطلقوا في رحلة شاطئ مريم فإن مصادرنا اكدت انه لا يمكن الجزم بالعدد الحقيقي «للحارقين» وقالت نفس المصادر ان العدد مرجّح لتجاوز ما اعلن عنه، في الوقت الذي لم يتم فيه العثور على اي أثر للسفينة المنكوبة. وأفادت بعض المعطيات ان السفينة التي استعملت في رحلة شاطئ مريم تجاوزت ال 22 سنة من عمرها وان مستخدميها كانوا على علم بحالتها السيئة ومع ذلك تعمدوا شحنها باشخاص فاقوا حمولتها. وللإشارة فإن هذه الرحلة التي راح ضحيتها عشرات القتلى والمفقودين هي الثانية من جهة العدد المرتفع بعد حادثة صفاقس التي جدّت في شهر جوان من السنة الماضية.