صيحات فزع يطلقها اولياء المراهقين حين يشعرون بالخطر الذي يهدد مستقبل ابنائهم الذين لا يزالون في طور النمو العقلي والفكري وخلال مرحلة بناء شخصيتهم وتكوّنها جرّاء انتشار وسائل الاعلام بمضامينها المختلفة. ونظرا لحساسية هذه المرحلة باعتبارها اهم واخطر المراحل التي يمرّ الابناء والاسرة ككل كان لابد من وضع برنامج عام يضبط كيفية تعامل المراهق مع وسائل الاتصال لتجنّب كل ما من شأنه تهديد مستقبله. فهل يعمد الاباء الى وضع رقابة خاصة على ما يشاهده ابناؤهم؟ وهل يتقبّل المراهق هذا التدخل؟ أمام طفرة المضامين الاعلامية وتعدّد القنوات الفضائية اصبح للمراهق فرصة كبرى للاطلاع الواسع على تفاصيل الحياة المتعددة واكتساب معلومات عديدة بكل ما فيها من ايجابي وسلبي وهو ما من شأنه ان يوقعه في الانحراف وللتصدّي لهذه الظاهرة يرى السيد حسن ضرورة وضع رقابة مشدّدة على القنوات والبرامج التي يشاهدها المراهقون مضيفا أنه حريص على متابعة أبنائه في شؤونهم الصغيرة منها والكبيرة حتى يجنبهم مغبّة الانزلاق في الانحراف وتسيّب الاخلاق باعتبار انهم مهدّدين بالتأثر سلبا ببعض البرامج التي تحتوي على كثير من الميوعة والانحلال الاخلاقي. **حملات مضادّة تقول السيدة آمنة (ام لطفلين وفتاة في سن المراهقة) «أبنائي لا حديث لهم الا عن شباب ونجوم «ستار اكاديمي» انهم يعيشون في حلم دائم بالشهرة والثراء والمشاركة في مثل هذه البرامج مؤكّدة أن نتائجهم الدراسية تراجعت بسبب ادمانهم مشاهدة برامج ما يسمّى بتلفزيون الواقع لذلك كان لابد من القيام بخطوة جريئة تتمثّل في حرمانهم من مشاهدة مثل هذه البرامج وقد سعيت انا ووالدهم الى منعهم من متابعة برامج تلفزيون الواقع حتى نحافظ على مستقبلهم الدراسي. السيد طارق الخليفي بدوره حريص على حذف بعض القنوات التي لا تتماشى وطبيعتنا كمسلمين وعرب من الهوائي ويمنع ابناءه من مشاهدتها خوفا عليهم من الانحراف وسوء الاخلاق. ويقول السيد طارق انه عادة ما يختار البرامج والافلام التي على ابنائه متابعتها والتي تكون في العادة تحتوي على مضمون جيّد من شأنه اثراء زادهم المعرفي وتحقيق الفائدة الترفيهية لهم. ويردف قائلا ان افلام الرعب المتضمّنة لمشاهد دامية من شأنها ان تسبب الفزع والهلع بالنسبة للاطفال الصغار وحتى المراهقين لذلك يرى أنه من واجب الاولياء منع اولادهم من مشاهدة مثل هذه الافلام لضمان توازنهم النفسي وتجنيبهم عقدة الخوف. **المراقبة ضرورية يقرّ معظم الاولياء المستجوبين بضرورة مراقبة المضامين الاعلامية التي يتلقّاها الشاب المراهق نظرا لعدم بلوغه سن التمييز والانتقاء والتفرقة بين الغثّ والسمين فالمراهق في هذه المرحلة يكون مندفعا و»متهوّرا» في اختياراته بسبب التحولات النفسية الكبرى التي يعيشها. وفي هذه الحالة تقول السيدة نزهة (معلمة وأمّ) إن المراقبة والمتابعة المستمرّة والمتواصلة للمراهق تحميه من الانزلاق في متاهات الانحراف السلوكي ومن هذا المنطلق تسعى السيدة نزهة الى وضع بناتها تحت الرقابة المشددة خوفا عليهم من التأثر بالتيارات المختلفة التي تروّج لها وسائل الاعلام وخاصة البصرية منها. والسيد حبيب اب لطفلة لم تتجاوز بعد سن المراهقة يتأسّف على ما وصل اليه سلوك الشباب المتّسم بقلّة احترام الكبير وحالة الهيجان غير العادية متهما وسائل الاعلام البصرية بالاساءة الى اخلاق الشباب. وحتى يحمي ابنته من كل هذه المظاهر السيئة يحرص على انتقاء برامج معيّنة وافلام لا تحتوي على مشاهد مخلّة بالاداب واذا ما احتجّت ابنته على هذا الصنيع يحاول افهامها ويقنعها أن كل ما يفعله لمصلحتها. **نحن متفهمون عادة ما يغضب المراهق اذا ما منعه والده او والدته من مشاهدة برنامج معيّن او متابعة بعض الافلام لكن سرعان ما يتلاشى غضبه اذا ما وقع اقناعه أن ما ينظر اليه على أساس انه قمع وحرمان انما هو خوف وحرص على مصلحته ومستقبله وتقرّ التلميذة فيروز هذا الرأي مضيفة أنها اذا ما اهتم والداها بما تشاهده فإن ذلك دليل على حرصهما على مصلحتها واذا ما منعاها من مشاهدة بعض الافلام او المنوعات فهذا يندرج في اطار البحث عن الافضل بالنسبة لها. فاطمة ايضا تقول انها تشعر بالفرح لاهتمام والداها بها وسعيهما الى ابعاد كل ما من شأنه ان يؤثر سلبا على اخلاقها او سلوكها وتدعو أبناء جيلها الى ضرورة اتباع نصائح اوليائهم باعتبارهم ادرى بمصلحتهم. * ناجية المالكي