يفسٌر الشيخ محمد المختار السلامي المعنى العام لسورة الفاتحة بقوله «تختتم سورة الفاتحة بإرشاد المؤمنين أن يتوجهوا إلى ربهم ، وقد أعلنوا عن إخلاصهم في العبادة (إياك نعبد) وعن اعترافهم بالحاجة إلى عونه (وإياك نستعين) أن يتوجهوا بقلوبهم وأرواحهم وعقولهم إلى الله العلي الأعلى الذي بيده الأمر كله في خضوع وإنابة ،أن يلطف بهم فينصرهم بالطريق المستقيم الحق الذي لا عوج فيه .المتميز بالوضوح من بدايته إلى غايته ونهايته .الطريق الذي لا يجدون فيه منعطفات ولا مجامع طرق محيرة ، يتحير السٌالك فيها الموصل. هو طريق مستقيم بدايته الإيمان وغايته رضوان الله». ويضيف «ويتميّز هذا الطريق مع استقامته ويسره وسهولته ، بأنٌه طريق واضح ينعم من سار عليه في الحال والمآل بالطمأنينة والرّضا ، لا يتحير في مساره ولا يقلق ولا يضطرب ، منشرح الصدر آمل لا ييأس». ويقول الشيخ السلامي عن مزايا سورة الفاتحة «أخرج البخاري في صحيحه يسنده إلى أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه أن رسول الله ص قال له ( لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد .قال ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له ألم تقل : لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن ؟ قال الحمدلله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته ) وأخرج الإمام مسلم في صحيحه الحديث القدسي بسنده إلى أبي هُريرة رضي الله عنه والأربعة وأحمد قال سمعت النبي ص يقول قال الله عز وجل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله عز وجل حمدني عبدي وإذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي وقال مرة فوض إلى عبدي فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال أهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل .