يأخذك الحنين وأنت تتابع الأعمال الكوميدية الرمضانية الى زمن «امي تراكي» والكوميديا الخالدة لتصحو فجأة على كم هائل من التهريج والإبتذال تلك هي كوميديا اليوم صورة نمطية رديئة في غياب تام للجودة.. فعادة ما ترتبط البرمجة التليفزيونية الرمضانية بالإبتسامة حيث تنتج بعض التلفزات سلسلات هزلية أو ما يعرف بالسيتكوم خصيصا لشهر رمضان واعتاد المشاهد هذا النوع البرامجي على شاشات التلفزات التونسية في هذا الموعد لكن ما نلاحظه هذه السنة غياب تام للإبتسامة التي حلّت محلها الميوعة والإستخفاف بالمشاهد فلم يعد إرضاء المتابعين هو المبتغى بل تحوّل تحقيق الأرباح المادية هو الهدف الأساسي لتحتل هذه الأعمال المشهد الإعلامي بما تتضمنه من مضامين خاوية المحتوى لا تترك أي أثر قيمي أو إبداعي لدى الناس والأسوء من ذلك نفس الوجوه تتكرر من سنة الى أخرى ونفسها تطل على المشاهد طيلة السنة في البلاتوهات التلفزية دون اي اضافة تذكر سوى رداءة فنية وملل وضعف في الكتابة وهو ما ينبئ بأزمة حقيقية في كتابة النص الكوميدي في تونس وللأسف هذه الأزمة باتت تزداد من سنة الى أخرى حتى بلغنا مرحلة من السطحية والإبتذال ما يؤكد على ضرورة إيجاد حلول تعيد الفكاهة في تونس إلى أصلها المبني على العمق في الطرح وتهذيب الذوق وإمتاع المشاهد...