كسب الفنان الشعبي شفيق جلال رهان الوصول الى قاعدة شعبية عريضة عن طريق أغانيه ومواويله المعبّرة عن آلامهم ومشاكلهم، كما كان يهلّل لفرحهم بالأغاني الشعبية البسيطة. لقد كسب شفيق جلال رهان الطرب الأصيل والفن الشعبي البسيط عبر اختياره كلمات معبّرة بسيطة، اذ كان يختار كلمات سهلة الحفظ فيها متعة التغني بها وترديدها. اشتغل شفيق جلال -قبل احترافه الموسيقي - في عديد المهن، ولأنه كان وحيدا ويتوفر على صوت طربي التحق شفيق جلال بأحد متعهدي الحفلات وظلّ يطوف معه البلاد لإحياء الأفراح. اشتهر شفيق جلال بأداء اللون البدوي مقلّدا في البداية المطرب محمد الكحلاوي ليؤسس لونا غنائيا خاصا به ورغم ذلك ظل مطربا مغمورا يقدم فقرته في آخر برنامج أو حفل الى أن اختير في حفل يحييه العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذي تأخر موعد وصوله وهو ما مثل فرصة لشفيق جلال للكشف عما يختزله من طاقات صوتية تجمع بين الإمتاع والإقناع... قدم أغنيات صفق لها الجمهور الحاضر بحماس وإعجاب... ومن هذا الحفل كانت انطلاقته الأقوى على الساحة الغنائية والسينمائية نجاح طربي عبر الحدود ليحط الرحال أول مرة بتونس سنة 1958 ليغني ويقدم مواويله وألحانه الشعبية في سهرات ليالي رمضان في صالة الكواكب في العمران التي اختارت في سهرات رمضان الانفتاح على الأصوات وكانت الى جانبه الفنانة شريفة فاضل. وكانت ليالي رمضان 1958 بإمضاء شفيق جلال وشريفة فاضل... ثنائي فني له لونه الطربي الشعبي الأصيل شريفة فاضل صاحبة «أم البطل» و«حارة السقايين» و«الشيخ مسعود» و«فلاح» تربّعت على قمة الغناء الشعبي طيلة نصف قرن من الزمن الغنائي الجميل. حلّت بصالة الكواكب بالعمران صحبة شفيق جلال في رمضان 1958 لتقدم أغنياتها التي صنعت مجدها وجعلت منها سيدة الأغنية الشعبية في مصر وفي 1973 حملت لقب أم البطل بعد استشهاد ابنها الطيار منير في حرب أكتوبر ضد الاحتلال الصهيوني البغيض.