300 مخبزة بصفاقس تعاني من منافسة الفضاءات الجديدة التي يعبر عنها ب«البوان شو» تجمع بين صنع وترويج الخبز والحلويات بأنواعها... «الشروق» بحثت في بعض مشاغل الخبازة واستحضرت الدلالات الحقيقية للفظ الخبزة وما تعنيه من معاناة لا للمستهلك فقط بل لصناع الخبز ! مكتب صفاقس(الشروق) انتشرت بمدينة صفاقس محلات ال «بوان شو» التي تجمع بين اختصاص الحلويات من «كرواسون» و«قاطو» وغيرها ، مع الخبز - الباقات – وباتت هذه المحلات تنافس المخابز التقليدية مما دفع ويدفع بالهياكل المهنية من حين إلى آخر إلى التهديد بإضراب عادة ما يفشل .. انتشار هذه المحلات التي لا تخضع للتراتيب المعمول بها في المخابز ولا تتمتع بالدعم ومع ذلك تحقق الربح المطلوب ، أثار ويثير غضب الخبازة التقليديين الذين يعانون من مشاكل بالجملة، تنطلق كما هو معلوم بالتزود بمادة الفرينة وصولا إلى منعهم من حرية التفويت في الأصل التجاري لمحلاتهم مرورا بالتأخير في صرف مستحقات الدعم ..والأهم المنافسة الشرسة لهذه المحلات الجديدة التي باتت تستهوي الحريف لما توفره من عرض متنوع يجمع بين «القاطو» والمرطبات بأنواعها مع «تشكيلات» عديدة من الخبز الذي يتفنن اصحاب المحلات من خبز الزيتون إلى خبز الفروماج وغيرها من «الإبداعات» .. تحميل المسؤولية للدولة في صفاقس أكثر من 300 مخبزة من ضمن 3150 مخبزة بكامل تراب الجمهورية أغلبها تلقى منافسة من المحلات الجديدة التي تكاثرت في السنوات الأخيرة وباتت تقسم صف «الخبازة» حتى في الإضرابات للمطالبة ببعض الحقوق في موضوع الخبز وما لهذا المصطلح من معاني ورموز تتجاوز الغذاء إلى الحقوق الاقتصادية والسياسية ... ويطالب عدد كبير من الخبازة التقليدين بغلق هذه المحلات التي «ضيقت» عليهم الرزق حسب تعبير بعضهم ويصفونهم بالدخلاء والعشوائيين محملين المسؤولية للدولة التي لم تتمكن من محاصرة هذه المحلات التي لا تخضع لتراتيب المخابز ولا تتلقى الدعم المعمول به مع المخابز التقليدية التي تكتفي إما بالخبز العادي سعر 230 مليما أو الباقات سعر 190 مليما أو تجمع بين هذا وذاك خلافا لمحلات «البوان شو» التي لا تتلقى الدعم وتعرض مع الباقات ، «الكرواسون» و«القاطو» بأسعار خيالية في بعض الأحيان وتجد إقبالا هاما .. ظاهرة تبذير الخبز دعم مخابز صفاقس يقدر ب2 مليون دينار كل 4 أشهر من ضمن ما يناهز ال25 مليون دينار على المستوى الوطني إذ يكفي ان نشير إلى أن الخبزة التي تباع للعموم ب230 مليما كلفتها تقارب ال500 مليم، وكلفة الباقات التي تباع ب 190 مليما للعموم تقارب ال374 مليما. وتشير الدراسات إلى أن الأسرة التونسية تستهلك معدل 42 كلغ من الخبز في السنة فيما يصل المعدل السنوي لاستهلاك الفرد من نفس المادة الى 74 كلغ، ويزيد استهلاك الخبز الصغير (الباقات) بنسبة 13 بالمائة خلال شهر الصيام مقارنة ببقية أشهر السنة، وتؤكد هذه الدراسات إلى ارتفاع ظاهرة تبذير الخبز إذ أنّ حوالي 15.7 بالمائة مما يقتنيه التونسي من الخبز يقع إلقاؤه ، أي ما يفوق 100 مليون دينار تلقى في المزابل .. ومن المشاكل التي يعاني منها الخبازة مشكلة التأخير في صرف الدعم المقدر سنويا على المستوى الوطني ب 450 مليون دينار ، فالتأخير حسب عدد منهم عادة ما يكون سببا في غلق المخابز وهو موضوع بات يستحق المراجعة على غرار موضوع حرمان أصحاب المخابز من حرية التصرف في الأصل التجاري لمحلاتهم وهو قرار لا يهم إلا مخابز صفاقس دون غيرها من الولايات إذ يمنع بيع الأصل التجاري للمخابز بصفاقس.