شركة السكك الحديدية: سيتم برمجة سفرتي ذهاب وإياب يوميّا لخط تونس– الجزائر    سفير الصين يقدّم أبرز مخرجات زيارة الرئيس قيس سعيد إلى الصين..    البريد التونسي يُغطّي 25 % من قيمة الادخار الوطني    عاجل/ بشرى سارة للتونسيين الراغبين في الذهاب الى الجزائر..    استشهاد رئيس بلدية النصيرات وسط غزة في غارة صهيونية..#خبر_عاجل    عاجل/ قتلى ومفقودين في حادث سقوط حافلة تقل أطفالا في سوريا..    وصول حوالي مليون و200 ألف حاج الى البقاع المقدسة    بهدف راحة الحجاج.. استخدام الإسفلت المرن للمرة الأولى    المنتخب الوطني التونسي يصل إلى جنوب إفريقيا    تصفيات مونديال 2026 : فوز مصر والسودان .. وخسارة الجزائر    استعدادا ليورو 2024 : المنتخب الهولندي يتغلب برباعية نظيفة على نظيره الكندي وديا    محرز الغنوشي يُحذّر من ارتفاع درجات الحرارة    أمان الله ممّيش: تمّ رفض طلبي لاجتياز الباكالوريا في وقت لاحق    خطير/ الإحتفاظ بمجموعة من الأشخاص من أجل الإتجار في الأسلحة والذخيرة بهذه الجهة..    مدنين: رصد حالة غش في اليوم الثاني من اختبارات البكالوريا    وكالات إغاثة تحذر من انتشار المجاعة في 18 دولة    السكك الحديدية التونسية تعلن عن إطلاق السفرة التجريبية الأولى للرحلة الرابطة بين الجزائر وتونس    طقس اليوم: الحرارة تصل الى 42 درجة مع ظهور الشهيلي    اليوم: طقس بمُميزات صيفية    الخارجية اليابانية: روسيا تهدّد باستخدام الأسلحة النووية    اكتشاف السبب الرئيسي لمرض مزمن يصيب الملايين حول العالم    هند صبري تلفت الأنظار في النسخة العربية لمسلسل عالمي    إعلان نتيجة تصويت أندية "البريمير ليغ" على إلغاء تقنية الفيديو "VAR"    غزة.. إصابة 24 جنديا صهيونيا خلال 24 ساعة    بعثة المنتخب الوطني تصل إلى جوهانزبورغ    وزارة الداخلية تُطيح بالمُشرف على صفحة level bac في إطار مقاومة الغش في الباكلوريا    المهدية...أصرّ على تحقيق حُلمه بعد 20 سنة من الانقطاع عن الدّراسة ...شاكر الشّايب.. خمسينيّ يحصل على الإجازة في الفنون التشكيليّة    الفنان شريف علوي .. خلاصة مسيرتي ستكون على ركح قرطاج    رجال أحبهم الرسول ..أسامة بن زيد .. الحِبّ بن الحِبِّ    الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق    ملف الأسبوع...دين التسامح والرحمة والعفو ...الإسلامُ نقيض العنف    رئيس الدولة يلتقي وزير الداخلية وكاتب الدولة المكلف بالأمن الوطني..وهذا فحوى اللقاء..    الدورة 48 لمهرجان دقة الدولي من 29 جوان إلى 10 جويلية و11 سهرة في البرنامج    باجة: مبادرة بقبلاط لتخفيض سعر الخرفان وبيعها ب20 دينارا للكلغرام الواحد انطلاقا من يوم غد الجمعة ولمدة 3 ايام    ديوكوفيتش يخضع لجراحة ناجحة في الركبة بعد انسحابه من رولان غاروس    عبير موسي تواجه خمس قضايا شابتها عدة خروقات إجرائية (هيئة الدفاع)    الإعلان عن الفائزين في المسابقة الوطنية لفن السيرك    قبلي: تنظيم ورشة تكوينية بمدرسة علوم التمريض حول استعمال المنظومة الاعلامية في تلاقيح الاطفال    الموسيقي التونسي ظافر يوسف يقدم عرضا في مهرجان الجاز بشرق سيبيريا    عاجل/ قرار قضائي بمنع حفل "تذكّر ذكرى" المبرمج الليلة    إيلون ماسك: بعض الدول قد تختفي بسبب نقص الولادات    عاجل/ تونس تطرح مناقصة دولية لشراء القمح والشعير    تونس تعكف على إعداد استراتيجية وطنية للتصدير تركز على أسواق آسيا وأمريكا اللاتينية    ديوان الطيران المدني والمطارات :ارتفاع حركة عبور المجال الجوّي    هيئة الانتخابات تتدارس ضبط انموذج التزكيات    اليوم رصد هلال شهر ذي الحجة 1445    عاجل: هيئة كبار علماء السعودية تكشف موعد عيد الأضحى    خطّ أخضر جديد ''192'' خاص بالإشعارات الموجّهة إلى مندوبي حماية الطفولة    وفاة برهان الكامل سفير تونس لدى باكستان    تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة: وزارة الصحة تصدر بلاغ هام وتحذر..#خبر_عاجل    عاجل/ مستجدات في جلسة محاكمة شيماء عيسى..    وزارة التربية تنفي تسريب اختبارات اليوم الثاني لإمتحان الباكالوريا    النادي الإفريقي: الكشف عن عدد المنخرطين .. وتحديد موعد جديد لانعقاد الجلستين العامتين العادية والإنتخابية    الدورة 65 لمهرجان سوسة الدولي: يسرى محنوش في الافتتاح ومرتضى في الاختتام    700 مليون دولار استثمارات تركية في تونس.. مساع لتعزيز المعاملات البينية    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الخامسة والعشرين    السعال الديكي يتفشّى في أوروبا والسلطات تحذّر    الصحة العالمية تعلن تسجيل أول وفاة بشرية بمتحور من إنفلونزا الطيور..#خبر_عاجل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معهم في رحلاتهم .. مع الحشائشي في رحلته الصحراويّة (1)
نشر في الشروق يوم 11 - 07 - 2019

نحاول بهذه الحلقات من أدب الرحلات إمتاع القارئ بالتجوال في العالم رفقة رحّالة وكتّاب شغفوا بالترحال وأبدعوا على اختلاف الأنظار والأساليب في وصف البلدان، سواء انطلقوا من هذا القطر أو من ذاك، مع العلم بأنّ أكثرهم من المغرب الكبير ووجهاتهم حجازيّة لأولويّة مقصد الحجّ وغلبة المشاغل العلميّة والثقافيّة على آثارهم باعتبارهم فقهاء وأدباء، على أنّ الرحلة تكون ممتعة أكثر مع آخرين جالوا في قارات أخرى.
الحشائشي (محمد بن عثمان): 1261853 – 12111912
ولد بتونس في بيت علم تولّى أفراده الخطط الشرعيّة والإداريّة السامية. درس بجامع الزيتونة على أمثال الشيخ سالم بوحاجب فأحرز التطويع، ثمّ تعلّم الفرنسيّة والإيطاليّة مشافهة، واشتغل بجمعيّة الأوقاف فمتفقّدا للمكتبات الزيتونيّة. نشر مقالات أدبيّة واجتماعيّة وقصائد وطرائف في مجلّة « السعادة العظمى» وجرائد « الزهرة « و» الحاضرة» و» الرائد الرسمي» . وألّف عدّة كتب أكثرها مازال مخطوطا، فمنها : الدرّة النقيّة في مقاصد الدولة الفرنسيّة، عبّر عن موقف التطبيع مع الاستعمار حسب عنوانه الثاني « الدرّة النقيّة في النوايا الصادقة للحكومة الفرنسيّة «، ط . باريس 1882 ؛ رحلة الشتاء أو العهد الوثيق في هناء الصديق، وصف فيه سوسة بمناسبة حضور عرس أحد الأعيان، ط. تونس 1895 ؛ معرض باريس 1900 ؛ تاريخ جامع الزيتونة . – تح . ج . بن الحاج يحيى، المعهد القومي للآثار والفنون، تونس 1974 ؛ جلاء الكرب عن طرابلس الغرب أو النفحات المسكيّة في أخبار المملكة الطرابلسية . – تح . علي مصطفى المصراتي، 1965 ؛ العادات والتقاليد التونسيّة . – تح . ج . بن الحاج يحيى، تونس 1995 ؛ الرحلة الصحراوية عبر أراضي طرابلس وبلاد التوارق، ضاع أصلها العربي بعد أن نقلها إلى الفرنسيّة فكتور سار (Victor Serres) ومحمد الأصرم ونشراها بباريس في 1903 ثمّ عرّبها محمد المرزوقي بمساعدة ولديه فصدرت عن الدار التونسيّة للنشر في 1988 .وهي المرجع في التعريف والمختارات.
الرحلة : شرع محمد بن عثمان الحشائشي ( 1853 – 1912 م ) في رحلته الصحراويّة عبر أراضي طرابلس وبلاد التوارق يوم 10 ماي 1896، ورجع إلى تونس يوم 25 فيفري 1897 . أبحر من تونس إلى بنغازي، ثمّ قصد الكفرة، وفيها تحدّث عن الطريقة السنوسيّة، ثمّ رحل إلى مرزق فإلى غات وتحدّث عن التوارق وسائر سكّان الصحراء الطرابلسيّة، ومنها قفل إلى مصراته فإلى طرابلس وأخيرا تونس.
سجّل الحشائشي تفاصيل عن التجارة والفلاحة في بنغازي منوّها بالخصوص بالجبل الأخضر وسكّانه الذين لا يعترفون بأيّ سلطة غير سلطة مقدّمي الطريقة السنوسيّة . قال عنهم: « إنّ لسكّان بنغازي كبرياء إلى درجة اعتبار أنفسهم أنبل مخلوقات الله على الأرض. ليسوا مضيافين، ولا اعتبار عندهم للغرباء . ولولا رحمة الله الذي أرسل لهم الطريقة السنوسيّة، التي ساهمت كثيرا في تقويم أخلاقهم، لبقوا إلى الآن غارقين في الجهل « (ص 63 – 64 ) وأضاف : « وأهل بنغازي لا يشتغلون إلاّ بالفلاحة وبطرق جدّ بدائيّة . ولولا خصوبة الأرض لما تحصّلوا على ما يقيم أودهم . وخلال الأعوام التي يقلّ فيها المحصول يكادون يموتون جوعا لو لم تعنهم السلطة العثمانيّة بتوفير الأغذية لهم .» ( ص 65 ) .
وعن التجارة قال : « إنّ أكثر التجّار من اليهود ومن الصفاقسيّة ومن اليونانيّين وخاصّة من الجرابة . والإيطاليّون قلّة لا يكاد عددهم يفوت الثمانية .أمّا الأتراك فإنّهم لا يتعاطون التجارة، ولا نرى إطلاقا في بنغازي بضائع أوروبيّة . وجميع المبادلات التجاريّة تنحصر في واردات طرابلس وتونس والإسكندريّة « ( ص 64) . « وأكثر الأشياء رواجا الشواشي التونسيّة إذا كانت من الصنف الرديء لأنّ السكّان هنا لا يفرقون بين البضاعة الجيّدة والبضاعة الرديئة، وكلّ همّهم يتمثّل في الاشتراء بأقلّ الأثمان « (ص 65) . « والأراضي الواقعة خارج المدينة، أي انطلاقا من مسافة ثلاثة كيلومتر، ليس لها مالكون حقيقيّون بل هي ملك الله والدولة، أو بالأحرى هي ملك أوّل من يستقرّ فيها، فإذا حرث قسما منها فإنّه يمتلكها قانونيّا لمدّة سنة « (ص 66) .
وعن تقاليد أهالي بنغازي قال الحشائشي : « يلبس السكّان عامّة الشاشيّة التونسيّة غطاء للرأس، تحتها عراقيّة بيضاء . وتتركّب ملابسهم من سروال ينزل إلى الكعبين وفوقه قميص فضفاض ينزل إلى منتصف الساقين، وفرملة من قماش الإسكندريّة وحائك تونسي يلفّ الرأس ويغطّي الكتفين، ولا يلبسون البرنوس . وأحذيتهم شبيهة بأحذية عرب الريف التونسي. والأكثرون يسارا ينتعلون في الشتاء أحذية تركيّة، وأعراسهم ومآتمهم تشبه – في كلّ شيء – الأعراس والمآتم التونسيّة «.
وعن الآثار قال: « وفي هذه البلاد تعترض الإنسان في كلّ خطوة آثار الاحتلال الروماني. وعلى بعد 60 كلم شرقيّ بنغازي، وعلى شاطئ البحر، توجد مدينة قورنة (قورين) العتيقة بأعمدتها وصهاريجها ومسارحها وقصورها . وفي نفس الاتّجاه توجد مدينة عين شحّات أو شحّات فحسب، حيث تركت أشغال الرومان أيضا آثارا كبيرة « ص 69).
وفضّل سكّان الجبل الأخضر على أهالي بنغازي فقال : « وسكّان الجبل الأخضر بدو تقترب لهجتهم من العربيّة الفصحى. وهم ذوو طبع مرح ممتاز، لديهم اعتقاد عميق في الشيخ سيدي المهدي، ويخشون الله ورسوله، والإنسان في بلادهم يحفّه الأمن التام، والغريب أو المستكشف لا يخشى شيئا ولو كانت لديه أحمال من الذهب والفضّة « ( ص 70) .
واصل الحشائشي طريقه إلى زاوية الكفرة ( بالجنوب الشرقي) حيث أحسن استقباله الشيخ المهدي مقدّم الطريقة السنوسيّة . وبالمناسبة استعرض حياة مؤسّسها سيدي محمد بن علي السنوسي المولود بمستغانم بالجزائر سنة 1202 ه / 1788 م والمتوفّى بجغبوب بليبيا سنة 1276 ه / 1859 م . وهو تلميذ سيدي أحمد التجاني بفاس بالمغرب، صاحب الطريقة التجانيّة.
(يتبع)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.