ببعض الاختصار و الاختزال تقدّم هذه « الدائرة « للقارئ المبتدئ والباحث المتوسّع المعلومات الأساسية و المراجع الضرورية عن مختلف المواضيع و المجالات الممثّلة للحضارة التونسية عبر تطورها مرتّبة ألفبائيا، لغاية التسهيل و التقريب. و قد استثنينا المدائن التي خصصناها بعدّة مؤلفات متوّجة ب «موسوعة مدن تونس» مثلما استثنينا الأعلام الذين جمعناهم في « معلمة أعلام تونس» والألقاب التي وثّقناها في « الأصل و الفصل / معجم ألقاب التونسيّين». و أردناها، في غير ذلك، جامعة - دون ادّعاء الإلمام الكلّي و الشمول التّام - اقتناعا منّا بالجدوى العمليّة و الإفادة السريعة على صورتها هذه، واعترافا بالعجز و التقصير لو رمنا الإحاطة بكلّ شيء، وهو أمر مستحيل مهما أوتينا من الوقت والجهد . حكاية الحكاية أو الخرافة قصة تغلب فيها الخوارق على الواقع و تنطق فيها الحيوانات مثل « كليلة و دمنة « و يتحاور فيها الإنس مع الجان، و غرضها تربوي عام، لذلك لا يتحدد فيها الزمان و المكان فتكاد تكون مشتركة بين الشعوب و الأقطار مع فوارق طفيفة لا تؤثر في المغزى. فمنها الحكاية الخارقة ، مثل « الطائر الأخضر « العالم بالغيب ماضيه و مستقبله، و فيها حضور فاعل للجنّ و الغيلان و المسخ و التناسخ . ومنها الحكاية الاجتماعية المستمدة من الواقع كالخيانة الزوجية و ظلم الحاكم ، مثل «الكنّة و الحماة «. ومنها الحكاية السياسية المشهّرة بالظلم و المنوّهة بالعدل ، مثل « الباي سليم و قايد دريد «. ومنها الحكاية الأدبية الظريفة بالنكت و الأمثال و الأشعار ، مثل «ولد قايد النجع» المتضمنة لقسم من حكاية « شنّ وطبقة». ومنها الحكاية التمثيلية القائمة على حوار مسرحي محفوظ مع حيّز من الحرّية للممثل ، مثل «رحمونة» المشهورة في تونس العاصمة .ومن تلك الحكايات حكاية « الأمير و ابن الفقير « التي تشبه قصة موسى مع فرعون مذ ألقته أمّه بمهده في اليمّ. وهذه و غيرها « خرافات تونسية « جمعها علي العريبي (سحر ، تونس 2009). خريّف ( محيي الدين) : الأدب الشعبي في تونس . – في : دامت (دائرة المعارف التونسية ) ، الكراس 3 / 1992 ؛ المرزوقي (محمد): الأدب الشعبي . – الدار التونسية للنشر، تونس 1967؛ ونيّس (سالم) : الحكاية الخرافية والشعبية . – دار سحنون ، تونس 2016 . حلية أكّدت الحفريّات إشارات النصوص التاريخية إلى قدم صناعة المصوغ الذهبي والفضّي في البلاد التونسيّة.فقد عثر في موقع كاف العقاب، قرب الكاف، على قلائد تتزيّن بها المرأة مركّبة من الأصداف و كسور بيض النعام ، و قيل عن نساء قرطاج إنّهنّ وهبن حليّهنّ لدعم الحرب ضدّ رومة . وكانت تشمل العقود و الأقراط و التيجان و حاملات التمائم ، وتتكوّن من الفضّة و المرجان المصقول و الزجاج المذاب، و تصنع بالطرق و التغريق والزخرفة بالخيوط المعدنيّة مجدولة و ملحومة. و قد حافظت هذه الصناعة على أساليبها من العهود البونيّة و الرومانيّة و البيزنطيّة إلى العهد الإسلامي بدليل كنز الحليّ المعثور عليه في ناحية الكاف سنة 1930 و الراجع إلى الفترة الفاطميّة ( ق 4 ه / 10 م ). و كان طبيعيّا بحكم موقع البلاد أن يتفاعل الفنّ المحليّ اللّوبي مع الروافد المشرقيّة و المتوسطيّة بما فيها الرافد الأندلسي في إطار التواصل الحضاري بين القيروان و بغداد و قرطبة و ما وراء البحر ، و أن يشمل مختلف الصناعات من الحليّ و النسيج إلى الخشب و الخزف و الحجر إلى مختلف المعادن . ويصنّف الخبراء الحليّ الفضّية المشتركة بين بلدان المغرب الكبير حسب تقنية الصنع إلى صنفين: الحليّ المصهورة في القوالب الجاهزة ، و الحليّ المفصّلة و المقتطعة من الصفائح المعدنيّة. أمّا زخرفتها فمتعدّدة الطرق من تخريم و ختم بارز و نقش خلفيّ ناتئ بواسطة منقش على طبقة من الرصاص ، بالإضافة إلى طريقة لحم أسلاك معدنيّة مجدولة على سطح الحلية تحيط بالأشكال الزخرفيّة المزمع تنفيذها وتفصلها عن بعضها بعضا بما تنشأ عنه فراغات للملء بميناء متعدّد الألوان أو بحبّات المرجان و العنبر . و هي الطريقة المتواصلة إلى اليوم في جربة و المكنين بتونس مثل منطقة القبائل بالجزائر و تيزنيت بالمغرب . وذلك مقابل التطور و التنوع في الأنماط و الطرق في صناعة الحليّ التقليديّة في الحواضر كتونس العاصمة و سوسة و صفاقس ، حيث تلتقي الخصائص الجهويّة لإنتاج أشياء جديدة تستجيب للذوق المحليّ المتطوّر بقدر ما تستجيب لأهواء السيّاح و حرص الصنّاع على الابتكار رغبة منهم في التسويق . المواد : فضّة ، عنبر ( من أمعاء متصلبة لحوت العنبر)، ميناء ( مركّب أكسيد الرصاص الأحمر و البوطاس و الصودا )، مرجان ، أحجار كريمة . الأدوات : صحفة سباك ، مطارق ، برّامة ، خشتق و حفش ، تربل ، صبع التقويم، رمبلو، شفت. التقنيات: صهر ، سبك، طرق، تفصيل، ترقيق، سحب، تجويف، تركيب، لحام،زخرفة بالأسلاك المجدولة أو بالميناء. المشغولات : للرأس : فرق، جبين ، تعصيبة ، عصابة الذهب ( فضّة مذهّبة ) ، سلسلة القصّة ، ريحانة وجه . للصدغين : تمايم ، تيقار ، قنادل ، مناقش وجه ، تكليلة ، زوينة ، تيور ، شنطبة، شواويط .للشعر : شيشباغو.للأذنين : خرص مبروم ، خرص بوكلوة ، خرص شاقي روحه ، خرص كلّه، منشار ناب جمل ، قنادل ، تكليلة بالشواطح ، سعفة ، علالق .للجيد و الصدر : شعيريّة ، خنّاقة ، ملعب ، غسمار ، مداور ، خلال مدوّر، خلال أفطح ، خلال بالشرموخ ، ريحانة ، سلسلة ، قلادة ، تقليد ، سخاب ، صدرة ، شركة ، تليلة ، وشوش ، قطبة ، عقال ، حجر ، حلقة ، محفظة (في قرقنة) أو قمرة و بناتها (في الشابّة). للمعصمين : دبلج ، مقياس ، حديدة أو جليطة ، سوار ، نبيلة ، حلاقم.لكاحل القدمين : خلخال بورطلين ، خلخال ضبّاح ( أجوف رنّان ) . الرموز : الخمسة ( شكل يد) ، الحوتة ( السمكة ) ، القمر ، الهلال ، النجوم . و المقصود بها الوقاية من الأذى و جلب الخير . وقد شرح الناصر البقلوطي جميع المصطلحات ووضّحها بالصور و الرسوم مستعينا بإطارات الديوان الوطني للصناعات التقليدية . و لاحظ تعدّدها و اختلافها أحيانا بين المدن والقرى من جهة إلى أخرى و المدلول هو نفسه. البقلوطي (الناصر): صناعة الحليّ الفضّية التقليدية . – الديوان الوطني للصناعات التقليدية ، تونس (2016) ، ( عربي ، فرنسي). يتبع