طبرقة «الشروق»: طبرقة كما وقعت تسميتها عند بداية إحداثها من طرف النوميديين الذين توسعوا تحت الإمبراطورية الرومانية أصبحت المرفأ الرئيسي وميناء تصدير الرخام المتأتي من شمتو والخفاف والقمح وكل منتجات الغابة نحو روما. وأطلق عليها اسم طبرقة وقد تعرضت هذه المدينة إلى اعنف معارك الحضارات بين البرابرة والعرب حيث كان انهزام الكاهنة بها آخر مماليك البربر من طرف حسان ابن النعمان سنة 702 وبعدها بعدة قرون استهوت الجزيرة بثرواتها الطبيعية ومركزها الاقتصادي أطماع الاستعماريين وفي غضون القرن الرابع عشر والخامس عشر تمركز بها الاسبان وقاموا بتشييد حصن لحماية ثرواتها من غارات القراصنة العثمانيين حتى سنة 1542 حيث تملكت بهذا الحصن عائلة غنية تملك أموال بنوك طائلة من الجنوانيين تعرف باسم ليمليني وتولوا قيادة الحصن بموافقة ملك سيسيليا ممثل الملك شارل كينت وهي معادلة لديون الحرب التي كبلت الاسبانيين ومكافئة للقبض على الكرسار دراقيط المشهور الذي كان اليد اليمنى لخير الدين بربروس. وهكذا تم تحصين حصن جنوى ليصبح سدا منيعا من المعتدين وتنهزم العديد من القوى المحاولة لغزو الجزيرة وبعد تقلص الثروات الطبيعية للمرجان بهذه الجهات أصبح الطبرقيون يبحثون عنها في مياه تونس وبنزرت وجزيرة سيسيليا وعند تدخل الفرنسيين بالتخلي عن هذه الجزيرة من طرف الجنوانيين وسماع باي تونس بذلك أرسل أسطولا بحريا لمهاجمة الجزيرة وانتهى أمر الجنوانيين سنة 1742 بالحيلة وتولى علي باشا مقاليد الجزيرة مسيطرا على ثرواتها السمكية المرجانية إلى حدود سنة 1781 أين بدا استقرار الاستعماريين الفرنسيين وشيدوا بها مدينة طبرقة الجزيرة المتوجة بحصنها على النمط المعماري الفرنسي واستغل الفرنسيون الحصن أثناء الحرب العالمية للسيطرة على الممر البحري الذي يربط تونسبالجزائر هكذا هي قصة حصن جنوا لكن يبقى حصنان آخران بقمة جبل البئر وجبل الفرسيق بعين دراهم هناك من يقول إنهما حصنا مراقبة أحدثهما الجنوانيون بهاتين القمتين للمراقبة واكتشاف السفن القادمة من البحر من جهة تونس وبنزرت وسيسيليا والجزائر. وهي ذات المدينة التي كانت شاهدة على الزحف الفرنسي القادم من الجزائر سنة 1881 نعم لقد مروا منها ولم يخلفوا غير الدمار لتبقى هذه المدينة الجميلة التي امتزج فيها البحر بالغابة تعيش ظلم تعاقب الحضارات بقي يتصدر قامتها المديدة الحصن الجنوي والبازيليك والناظور ليقول لكل من مروا قفوا فهنا سطر ملاحم التاريخ وهنا تربعت قامات الملوك المديدة وعبرت سفن بين شراعية وتقليدية تنقل الخير لغير أهل الدار.