أحالت دائرة الاتهام بمحكمة الكاف مؤخرا الى هيئة الدائرة الجنائية بذات المحكمة ملف قضية قتل مولود تورطت فيها فتاة عزباء تبلغ من العمر 25 سنة. وتروي المتهمة أطوار هذه القضية المؤلمة ذاكرة انها تعرفت على شاب من متساكني منطقتها الكائنة بالشمال الغربي فربطت معه علاقة غرامية دامت عدة أشهر كانا خلالها يلتقيان في أماكن بعيدة خشية ان يفتضح أمرهما لدى سكان المنطقة. وفي تلك اللقاءات انساقت المتهمة وراء وعود الشاب فاستسلمت له في أكثر من مرة وصارت تعاشره الى أن اكتشفت حملها في أحد الأيام. وقد عملت على اخفاء حملها على أقرب الناس اليها وذلك طيلة تسعة أشهر وانشغلت بالبحث عن حل للفضيحة وعندما اقترب موعد الوضع تضاعف خوفها من اكتشاف سرها وبدا لها انها قاب قوسين او أدنى من الفضيحة التي ستلوث شرف الاسرة بدرجة أولى ثم شرف أهالي المنطقة بدرجة ثانية. وعند هذا الحد أصبحت المتهمة عاجزة تماما عن التفكير في ايجاد مخرج مناسب مما جعلها تلتجئ الى حبيبها لعلها تجد لديه حلا للورطة فاذا به يتنكر لها ويقطع علاقته تماما بها ويغادر المنطقة الى وجهة غير معروفة. هذه الهزات العنيفة والمأساوية جعلتها تفقد أحساسها نحو مولودها القادم وتتجرد من كل حنان الامومة وجعلتها ترسم خطة للتخلص من المولود لأن بقاءه حيا سيشكل عليها خطرا بالغا. وبقيت على تلك الحال الى أن داهمها المخاض ليلا فاتخذت من غرفة المطبخ مكانا للولادة حيث انجبت مولودا من جنس الذكور ولم تمهله فأخمدت انفاسه بوضع قطعة من القماش على فمه ثم وضعته في كيس من البلاستيك ثم حفرت له بعيدا عن المنزل جبا صغيرا ووضعته به ووارته التراب ثم عادت الى المنزل لتواصل حياتها بشكل عادي معتقدة أنها تخصلت من الكابوس الذي كان يقلق راحتها ليلا نهارا ولكن احد المتساكنين عثر على جثة المولود وأعلم أعوان الحرس الوطني بالمكان فهبوا الى المنطقة وأجروا تحرياتهم ولم تمضي سوى فترة قصيرة حتى توصلوا الى المتهمة التي اعترفت بما نسب اليها في كامل مراحل الابحاث ومن أجل ذلك سيقع عرضها في القريب على أنظار هيئة المحكمة الجنائية لتقول كلمة الفصل فيها.