«حين تُهان المرأة ويسكت المجتمع» عنوان تحقيق ضاف نشرته «الشروق» على صفحتين يوم الثلاثاء الماضي (19 نوفمبر) كان منطلقه حملة التشهير والتهديد والتحريض التي أشعلها مغني الراب كلاي بي بي جي ضد الاعلامية بيّة الزردي إثر الخلاف الذي جدّ بينهما في حصة تلفزية على خلفية دفاعها عن الزعيم الحبيب بورقيبة وهو ما اعترض عليه مغنّي الراب. وقد أحدث تحقيق «الشروق» ضجّة كبرى في الأوساط الاجتماعية والاعلامية والسياسية بالنظر الى ما ركّز عليه من صمت المجتمع (وقتها) بمنظماته النسوية وأحزابه وسلطه الاعلامية والسياسية إزاء الإهانة التي تعرّضت لها المرأة التونسية عموما من خلال إهانة الإعلامية بيّة الزردي. ومن جملة المنظمات والجمعيات التي برزت بصمتها وقتها نذكر تحديدا جمعية النساء الديمقراطيات التي حاولنا الاتصال بها يوم إعداد التحقيق مرارا وتكرارا لاستجلاء موقفها من الموضوع لكننا لم نظفر بمجيب... وبعد أيام عديدة من نشر التحقيق وما أحدثه من ضجة ومن موجة تعاطف ومن تثمين لموقف جريدة «الشروق» الذي لاقى استحسانا من الزميلة بيّة الزردي التي توجهت بالشكر الى صحيفتنا على موقفها المبدئي النبيل نصرة للمرأة التونسية ولمحرّر المرأة التونسية الزعيم الحبيب بورقيبة... بعد كل هذا ظهرت أول أمس السيدة يسرا فراوس رئيسة جمعية النساء الديمقراطيات في قناة «الحوار التونسي» مع الاعلامية مريم بلقاضي مستهجنة في لقاء مطوّل بالأخص صمت الاعلام التونسي وصمت الجمعيات والأحزاب عن هذه الإهانة... وهي بهذا الموقف تقع في خطإ مزدوج، لأن «الشروق» تطرّقت للأمر وقادت حملة إعلامية ندّدت خلالها بتهوّر مغنّي الراب وازدرائه المرأة التونسية وبالزعيم بورقيبة... وكون السيدة فراوس لم تقرأ «الشروق» فهذا لا يعني كل الاعلام التونسي صمت على الأمر. هذا علاوة على أن السيدة فراوس وهي تستهجن صمت الجمعيات والأحزاب يبدو أنها نسيت صمت «النساء الديمقراطيات» وتخلفهن عن نصرة إعلامية تونسية، هي امرأة قبل كل شيء وعن إدانة السلوك المشين لمغني راب مستهتر، أوصله استهتاره الى الإيقاف والى أروقة المحاكم بعد أن رفعت ضده بيّة الزردي قضية إثر نشره فيديو كليب رأت فيه تهديدا بالاعتداء عليها بالاضافة الى المسّ من العرض والاعتبار.