التفجيرات التي استهدفت مواقع سياحية في سيناء تؤمها اعداد كبيرة من السياح الاسرائيليين تبدو كتوطئة لاستهداف أشمل للمصالح الاسرائيلية عبر العالم... وتعني ان الكيان الصهيوني الذي يعمل بكل الوسائل تحت مظلة الدعم الامريكي وتحت عنوان «الحرب على الارهاب» على اجتثاث الشعب الفلسطيني من ارضه، فتح على نفسه ابواب الجحيم. فالتفجيرات سواء كانت من تدبير «القاعدة» او من تدبير سواها جاءت في ذروة حملة الابادة التي تنفذها القوات الصهيونية في قطاع غزة، والتي حصدت في غضون 10 ايام حوالي مائة شهيد فلسطيني بمعنى ان 10 شهداء يسقطون يوميا في حرب شارون القذرة التي حصلت على مباركة وتزكية جليّتين من الادارة الامريكية. وباعتبار ما يتعرض له الفلسطينيون من ظلم وارهاب وهم اصحاب الارض واصحاب الحق في وطنهم السليب تكون مثل هذه التفجيرات ردا طبيعيا على ارهاب الصهاينة الذي فاق كل حد يمكن تخيله، وهو مع هذا يتمتع بحصانة دولية حقيقية تمنع مجرد ادانة هذا الارهاب الذي صدّره شارون الى عواصم عربية... وكان لابد، بحكم منطق العمل والجزاء ان يجني حكام تل ابيب ما يزرعونه في كل يوم وان يتجرّع الاسرائيليون ما نذيقه دبابات شارون وطائرته للفلسطينيين العزل في المخيمات والمدن والبلدات التي لا تملك وسائل للدفاع عن النفس في وجه قوة غاشمة تزهق ارواح الاطفال والنساء والشيوخ في اطار «شراكة» كاملة بين «الجزار» الصهيوني الذي يقتل ويذبح والامريكي الذي يتولى مهمة السلاح بعد ان يهيئ لقتل الضحية بتوفير كل ما يلزم من مال وسلاح. وطالما ان الصورة بهذه القتامة... وطالما ان اسباب الظلم الواقع ليس على الفلسطينيين فحسب وانما على شعوب المنطقة باسرها، لا تزال قائمة باستمرار الوجود السرطاني الصهيوني على الارض العربية، فسيكون هناك في نظر الكثيرين ما يكفي من المبررات ولضرب مصالح المحتل الاسرائيلي حيثما وجدت داخل فلسطينالمحتلة وخارجها خصوصا في الوقت الذي تقترف فيه المذبحة تلو الاخرى ضد الفلسطينيين بتواطؤ من العالم الغربي وبصمت عربي مريب. وما من شك في أن تفجيرات سيناء جاءت لتؤكد ان على الاسرائيليين الذين انتخبوا شارون وقبله مجرمين مثله لقيادتهم، ان يدفعوا اضعافا مضاعفة ثمن استعباد الشعب الفلسطيني. وثمن كل قطرة دم فلسطيني لأن الجزاء يكون في العادة من جنس العمل.