أكد مسؤول عراقي سابق أن المقاومة التي حققت مكاسب ميدانية ملموسة صارت اللاعب الرئيسي في الشارع العراقي وفرضت على كل الأطراف السعي الي إيجاد سبل للتعامل معها، مشيرا الى أن الأشهر الأربعة المقبلة ستكون حاسمة في تاريخ العراق. وقال المسؤول الذي كان عضوا في القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ان المقاومة العراقية حققت انتصارات ملموسة على الأرض وصارت هي اللاعب الرئيسي في الشارع العراقي بحيث أجبرت كل الأطراف على إعادة حساباتها والبحث عن طريقة للتعامل معها. وأضاف المسؤول في مقابلة مع صحيفة «دنيا الوطن» الفلسطينية أن تغييرات مهمة ستطال المشهد العراقي بعد الانتخابات الأمريكية التي بات في حكم المؤكد حسب رأيه أن تلحق هزيمة بالرئيس الجمهوري جورج بوش. وحسب القيادي البعثي السابق فإن الشهور الأربعة المقبلة ستكون حاسمة في تاريخ العراق، وهي الفترة التي تسبق موعد إجراء الانتخابات والتي توقع فيها ملاحظون أن تتصاعد أعمال المقاومة. وقال المصدر نفسه إن حزب البعث استعاد سيطرته على الشارع العراقي وأعاد هيكلة نفسه. ودلّل المسؤول على ذلك بالقول ان أول بيان سياسي يصدر عن حزب البعث ويحمل توقيع القيادة القطرية صدر في التاسع من الشهر الجاري في حين كانت البيانات السابقة الصادرة باسم الحزب تحمل توقيع جهاز الاعلام السياسي والنشر في الحزب، وهي تسمية لم تكن معروفة أو متداولة أيام حكم «البعث» في العراق. وأضاف المصدر نفسه أن إعادة لمّ شمل القيادة القطرية للحزب أو انتخابها من جديد يؤكد قدرة الحزب على الحركة وسيطرته على كثير من الأحياء والمدن العراقية التي لا تخضع أصلا لسلطة الاحتلال. وتابع المسؤول الذي شغل مواقع حزبية ورسمية عديدة في حكومة الرئيس صدام حسين أن الاحتلال الأمريكي في العراق يعيش أسوأ أيامه بسبب المقاومة الشرسة التي يواجهها من العراقيين الأبطال وهو يبحث اليوم عن مخرج لأزمته الخانقة. واعتبر المصدر نفسه أن دعوة الاحتلال الى التفاوض مع البعثيين أو تشجيع بعضهم على خوض الانتخابات في ظلّ الاحتلال ليست إلا محاولة لتصدير هذه الأزمة أو تأجيل انفجارها على الأقل، مؤكدا أن البعثيين جميعا يملكون الرؤية نفسها ولن يتورّط أي منهم في لعبة سياسية تخدم الاحتلال. لكن مصادر صحفية كشفت عن وجود لقاءات سرية في عواصم عربية بين طواقم أمريكية وقيادات بعثية عراقية تهدف الى تسليم القيادات البعثية مسؤولية الأمن في المدن العراقية السنية. وذكرت نشرية «المنار» الالكترونية الفلسطينية أن هذه اللقاءات تجري بسرية بالغة في عاصمتين عربيتين وعاصمة أوروبية تشارك فيها قيادات بعثية غير مطلوبة لدى قوات الاحتلال الأمريكي. وقد أكد مراقبون سياسيون في عمّان أن حزب البعث استعاد فعلا سيطرته على الشارع العراقي ولم يعد كوادره يشعرون بالخوف على حياتهم كما كان عليه الحال في بداية الاحتلال.