شدّدت القوات الأمريكية الحصار المضروب على الفلوجة وواصلت الإعداد لاجتياحها حتى أنها طلبت مساعدة البريطانيين لتأمين تغطية ل»المارينز» الذين سينفذون الاجتياح الذي بات قريبا على الأرجح... وفي المقابل تعدّ المقاومة العدّة للدفاع عن المدينة بكل الوسائل المتاحة فيما أعلن أمس الوفد المفاوض باسمها استعداده لاستئناف المفاوضات بشرط وضع حدّ للاعتداءات الأمريكية على المدنيين العزّل. وعلى الرغم من ادعاء الجيش الأمريكي بأن التصعيد الجديد ضد الفلوجة يهدف قط إلى حصر تحرك المقاتلين في المدينة إلا أن بعض المؤشرات توحي بقرب عدوان أمريكي كبير يبدأ على الأرجح بمحاولة اجتياح جديدة... إسناد بريطاني... لاجتياح الفلوجة ومن المؤشرات الدالة على الاجتياح القريب ان الجيش الأمريكي طلب اسنادا عسكريا بريطانيا بهدف تأمين تغطية لوحدات ال»المارينز» التي يفترض ان تنفذ الهجوم المنتظر على الفلوجة. وقال متحدث باسم القوات البريطانية في العراق أن واشنطن طلبت مساعدة بريطانية لتنفيذ «عملية خاصة» في تلميح إلى عملية واسعة في الفلوجة موضحا أن هذا الطلب غير معتاد من جانب الأمريكيين. وذكرت المحطة الرابعة في التلفزيون البريطاني ان واشنطن تريد نقل قوات بريطانية من البصرة إلى بغداد لتحل محل القوات الأمريكية التي ستشارك في الهجوم المرتقب بما يسمح بسد الفراغ الناجم عن خروج وحدات أمريكية من بغداد. وحسب إذاعة «بي بي سي» فإن ما يصل إلى 650 جندي بريطانيا يسنتشرون في منطقة بغداد لتغطية الهجوم الأمريكي على الفلوجة على أن يستغرق انتقال الجنود البريطانيون من البصرة إلى بغداد عدة أسابيع. وأوردت أمس يومية «تايمز» ان ضباطا من فرقة «بلاك ووتش» البريطانية المنتشرة في البصرة أبلغوا جنودهم بالاستعداد لتحرك محتمل باتجاه بغداد. ومع أن هدوءا نسبيا يسود الفلوجة منذ أول أمس الجمعة إلا أن سماء المدينة بدت ملبدة بسحب عدوان أمريكي قادم.. وبدت أمس المدينة هادئة غداة غارة جوية أمريكية جديدة على الضاحية الجنوبية وكانت المحال التجارية مفتوحة حيث يتزود المواطنون بالمؤن في ثاني أيام شهر رمضان. وفي محيط المدينة أقامت وحدات ال»مارينز» والوحدات العراقية التي تدعمها حواجز كثيرة ونقاط تفتيش عند مداخل الفلوجة التي نزحت إليها عائلات كثيرة باتجاه مناطق آمنة بما فيها بغداد وحتى الصحراء القريبة من الفلوجة. وأقام الجنود الأمريكيون تحصينات عديدة في محيط المدينة ومنعوا الأهالي من مغادرتها أو الدخول إليها عن طريق المنافذ التي تسيطر عليها قوات الاحتلال. وداخل المدينة تهيأت المقاومة بشكل جيد لصد اجتياح أمريكي محتمل وفق ما أكده عراقيون. غادروا الفلوجة حديثا باتجاه بغداد ومناطق أخرى. وقالت هذه المصادر أن جماعات المقاومة أكملت استعدادها للرد على عدوان أمريكي محتمل مشيرة إلى استهداف نقاط تفتيش أمريكية في محيط المدينة. شروط الفلوجة وبينما تبدو الفلوجة مهددة باجتياح قريب أبدى أمس الوفد المفاوض عنها استعداده لاستئناف المفاوضات مع حكومة أياد علاوي بشرط وضع حد للاعتداءات الأمريكية الجوية والبرية والإفراج عن كبير مفاوضي الفلوجة الشيخ خالد حمود الجميلي الذي كان قد اعتقله جنود الاحتلال أول أمس إثر صلاة الجمعة في قرية «البوعيسى». وكان جيش الاحتلال الأمريكي قد أنكر أن يكون اعتقل الجميلي لكنه أدلى أمس بنصف اعتراف قائلا انه لا يؤكد ولاينفي الخبر الذي أكدته مصادر عراقية متطابقة. وقال أمس الشيخ عبد الحميد جدّوع العضو في الوفد المفاوض باسم الفلوجة ان تهديدات علاوي الأخيرة (التي مهدت للهجوم الأمريكي الأخير) أثارت غضب أهالي الفلوجة الذين ردوا بتعليق المفاوضات. وقال جدوع لوكالة الأنباء الفرنسية أن الوفد ينتظر رد حكومة علاوي على مطلبي انهاء الغارات والإفراج عن الجميلي.