أعلن أمس وفد الفلوجة المفاوض استعداده لاستئناف المحادثات مع حكومة إياد علاوي لكنه ربط انهاء تعليق المفاوضات بوضع حد للاعتداءات الامريكية على المدينة... وفي مقابل «الليونة» التي يبديها أهالي الفلوجة حقنا للدماء واصل علاوي التهديد باسم الامريكيين بسح «غصن الزيتون» الممدود حسب قوله للفلوجة. وقبل ان تفرج القوات الأمريكية فجر أمس عن كبير مفاوضي افلوجة الشيخ خالد حمّود الجميلي الذي ظل معتقلا لثلاثة أيام كانت بعض أحياء المدينة قد شهدت قتالا عنيفا بين المقاومين وال»مارينز» الذين قصفوا عدة مواقع بمدفعية الدبابات في وقت كانت فيه الطائرات تقصف من الجو منازل المدنيين ومتاجرهم مما أسفر عن سقوط المزيد من الشهداء والجرحى. الفلوجة تتحدى وبعد ساعات من الافراج عنه، أعلن الشيخ خالد حمود الجميلي كبير مفاوضي الفلوجة تعليق المفاوضات التي كانت قد عُلّقت في الواقع منذ نهاية الاسبوع الماضي. وعلق وفد الفلوجة المفاوضي المحادثات مع حكومة علاوي احتجاجا على تهديد الاخير باجتياح المدينة اذا لم يسلم أهلها أبا مصعب الزرقاوي الذي يؤكد المفاوضون كما الأهالي ان الأمريكيين يستخدمونه كذريعة لضرب المدينة. وقال الشيخ الجميلي ان الفلوجة علقت المفاوضات بسبب الاعتقالات التي ينفذها الجيش الامريكي وبسبب السياسات الامريكية (العدوانية) على الرغم من ان المفاوضات قد أحرزت تقدما. وروى الشيخ الجميلي كيف نقلته القوات الأمريكية من مكان الى آخر ثم أبلغوه حين الافراج عنه انهم اعتقلوه «ظنا» منهم انه يفاوض باسم المقاومين في المدينة المحاصرة. وتحدى كبير مفاوضي الفلوجة حكومة علاوي ان تثبت انها جادة في ما يتعلق باحلال السلام في المدينة مشددا على ان الزرقاوي ليس الا ذريعة أمريكية لمهاجمة الفلوجة مثلما استخدمت واشنطن الاسلحة غير التقليدية ذريعة لغزو العراق. وقال الشيخ الجميلي العضو في مجلس شورى المجاهدين الذين يديرون شؤون الفلوجة ان المدينة لا تزال تتعطش للسلام على الرغم من تعليق المفاوضات. وتابع ان على الأمريكيين اذا كانوا يريدون ان يبدوا حسن نواياهم ان يتوقفوا عن القصف... ومثلما أكد ذلك أمس الشيخ عبد الحميد جدوع نائب رئيس وفد الفلوجة المفاوض، يبدو المفاوضون من أبناء الفلوجة مستعدين لاستئناف التفاوض مع حكومة علاوي لكن بشروط من أهمها وضع حد للاعتداءات الامريكية. ووصف جدوع امس الافراج عن الشيخ خالد الجميلي بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح مضيفا ان توقف الغارات على المدينة سيكون خطوة أخرى ايجابية ويمكن ان تمهد لمعاودة فتح قنوات التفاوض. علاوي و»غصن الزيتون» ولكن الظاهر ان إياد علاوي الذي يسعى الى «الحسم العسكري» ليس بالنسبة الى الفلوجة فقط وانما كل المدن «المتمردة» على الاحتلال، لن يرضى بأن تظل الفلوجة خصوصا خارج نطاق سيطرة حكومته الواقعة تماما تحت هيمنة قوات الاحتلال... وعاود علاوي أول أمس في مدينة الصدر التهديد باللجوء الى الحل العسكري في الفلوجة في وقت تبدو فيه المدينة مقبلة على اجتياح أمريكي مدعوم من القوات البريطانية. وقال علاوي : لقد مددنا غصن الزيتون لشعب الفلوجة... ونأمل ان يتمكن شعب الفلوجة من العمل مع الحكومة لتقديم (الارهابيين) الى العدالة. وواصل رئيس الوزراء العراقي المعين اصراره على ان تسلم الفلوجة الزرقاوي وأنصاره في وقت تعلن فيه المدينة بأسرها ان الزرقاوي ليس الا ذريعة لتركيعها. وعاود امس رئيس الوزراء العراقي المعين في خطاب امام المجلس الوطني (المعين أيضا) تهديد الفلوجة مشيرا الى «مشكلتين» في هذه المدينة وهما وجود مقاتلين أجانب وأنصار الرئيس العراقي صدام حسين. وفي مقابل التهديدات المتواترة باجتياح المدينة عرض علاوي مساعدة «عاجلة» بقيمة مليوني دولار معلنا في الاثناء توسيع عملية نزع السلاح الى كل أنحاء العراق بدءا بالبصرة.