لعلّ الذين تابعوا الحلقات الأولى من سلسلة «الوتيل» على قناة «تونس 7»، عادت بهم الذاكرة الى رمضان أيام زمان!.. أيام غوار الطوشي، وياسين، وأبوعنتر، و»وتيل صحّ النوم» بشكل أوضح. وليس «الوتيل» وحده الذي كان وراء تذكر هذه الأيام، ففي سلسلة «عجبكشي»، هناك أيضا ذكريات كثيرة من «فردة ولقات أختها» و»الكريطة» و»علاش جينا»، وهي أعمال كان لها وقعها في ذلك الوقت! اليوم، وبعد مرور عشرين عاما على الأقل، يصبح الأمر مختلفا بالنسبة لهذه الأعمال وخصوصا في مدى تطابقها مع مشاغل أذواق الناس في هذا العصر.. صحّ النوم لا يمكن في الحقيقة تقييم الأعمال الدرامية أو الفنية عموما، قبل مشاهدتها الى الآخر، ولكن يمكن إبداءبعض الملاحظات وخصوصا إذا كان في العمل ما يلفت الانتباه، وينشط الذاكرة! ففي سلسلة «الوتيل» التي كتبها الزميل حاتم بالحاج، وأخرجها صلاح الدين الصيد، هناك أشياء كثيرة من السلسلة السورية القديمة «صحّ النوم»، التي حققت شهرة واسعة خلال السبعينات، وتدور أحداثها كما هو الشأن بالنسبة ل»الوتيل» في فندق قديم.. وتكاد الشخصيات تتطابق بدورها في كلا السلسلتين، إذ تتطابق شخصية زهيرة بن عمار مع شخصية «فطوم حيس بيس»، وشخصية سفيان الشعري، مع شخصية «ياسين» وشخصية محمد قريع مع شخصية «أبو عنتر»، وشخصية فيصل بالزين مع شخصية «غوّار».. والواضح أن هناك شبه كبير بين السلسلتين حتى لا نقول توارد خواطر أو سرقة أدبية! عجبكشي فردة ولقات أختها؟ ومثلما هو الشأن بالنسبة لسلسلة «الوتيل»، تضمنت سلسلة «عجبكشي» التي كتبها الزميل لطفي العماري والمخرج علي منصور أفكارا ومشاهد ومواقف كثيرة، وخصوصا شخصيات من أعمال سينمائية ومسرحية وتلفزية قديمة قام ببطولتها لمين النهدي.. فهناك تطابق واضح بين سلسلة «عبجكشي» وفيلم «فردة ولقات أختها»، ومسرحية «الكريطة» وهما عملان قام ببطولتهما لمين النهدي، وقام بإخراج واحد منهما علي منصور.. والمتأمل في سلسلة «عجبكشي» يشعر أحيانا أنه أمام مشاهد من فيلم «فردة ولقات أختها» وتكاد بعض المشاهد والمواقف تتطابق، لولا غياب الممثل الراحل محمد العربي السوري.. أما أداء لمين النهدي فهو نفسه، لم يتغير منذ عشرين عاما، وخصوصا في الأعمال الدرامية التلفزية.. وعموما نشكر صاحبي السلسلتين في مرحلة أولى، تقديرا لجهدهما في تنشيط ذاكرة المتفرج، والعودة به الى عشرين سنة مضت.