لو تأملنا قليلا في ما نرى وما يدور حولنا في هذا الفضاء الشاسع وما يحتوي عليه من مجرات وكائنات لا يحصيها إلا خالقها بديع هذا الكون الذي أوضح في كتابه العزيز وفي عديد الآيات الكريمة إشارات تدلّ على أنه فصّل كل شيء تفصيلا، ومن آياته الكريمة الآية (12) من سورة الاسراء والآية (49) من سورة النجم. وهنا نبيّن أن الهلال أو القمر نراه يخرج من أين تشرق الشمس ويغيب من أين تغيب وحجمه كحجمها إلا أن الفارق بين هذا الكويكب التابع للأرض وبين هذا النجم الساطع من حيث الحجم والمسافة فهو كبير جدا. إلا أن ارتباطه به وثيق ودقيق للغاية. هنالك عديد الرموز والمقاييس التي توضح لنا هذا الارتباط، فبإمكان من له خبرة في هذا الميدان أن يعرف الشهور القمرية وارتباطها بالأشهر الشمسية ولو لفترات بعيدة جدا. وبمناسبة حلول شهر رمضان المعظم نتعرّض معا إلى بعض النقاط التاريخية التي صادفها وسيصادفها هذا الشهر الكريم لفترات من الزمن تعتبر نسبيا قصيرة للغاية. ولتوضيح هذا الغرض نضرب المثل برمزين أو مقياسين هما على غاية من الدقة والانضباط. ونبيّن هنا أن شهر رمضان لهذه السنة 1425 هجرية حلّ يوم الجمعة 15 أكتوبر 2004 وهو لم يصادف هذا التاريخ منذ سنة 1257ه 1841م وكان في هذه السنة يوم الجمعة وهي السنة الرابعة لاعتلاء أحمد باي عرش الدولة الحسينية ولن يصادف هذا التاريخ على الاطلاق إلا سنة 1593ه 2167م وسيكون يوم الخميس. وصادف أن جاء رمضان في القرن الماضي مرتين قريبتين من هذا التاريخ الأولى سنة 1324ه الاربعاء 17 أكتوبر 1906م والثانية سنة 1358ه الجمعة 13 أكتوبر 1939م وسيصادف هذين التاريخين مرتين أخريين الأولى في القرن الحالي وتحديدا سنة 1492ه الخميس 17 أكتوبر 2069م. أما الثانية ستكون في القرن الموالي وتحديدا سنة 1526ه الجمعة 13 أكتوبر 2102م. ولمزيد توضيح الوصول إلى النقطة التي ورد ذكرها آنفا (1593ه 2167م). هناك رمز آخر بإمكاننا الانطلاق به من سنة 1284ه 1867م فكلّ مائة سنة شمسية ناقصة 24 يوما تساوي بالضبط 103 من السنين القمرية. وهنا نبيّن أن هذا الشهر الكريم لسنة 1284ه كان يوم الخميس 26 ديسمبر 1867 ثم صادف سنة 1387ه السبت 02 ديسمبر 1967 وسيصادف سنة 1490ه الثلاثاء 08 نوفمبر 2067م وصولا إلى سنة 1593ه الخميس 15 أكتوبر 2167م. وهناك أيضا عديد الرموز والمقاييس الفلكية الأخرى التي تضبط بها مثل هذه الحسابات على المدى البعيد ماضيا ومستقبلا وهي من صنع الخالق والتي لا تحيد أبدا مهما طالت الأزمان والعصور. وهناك نقطة هامة أريد توضيحها وهي أن يوم 29 من كل شهر قمري تستحيل فيه رؤية الهلال لأنه اليوم المتمّم للشهر المنقضي ويستبعد أن يرى الهلال في اليوم 30 منه، وان اتضحت الرؤية في أحد هذين اليومين وأصبح الهلال يرى بالعين المجردة فيعتبر ذلك اليوم هو الأول من الشهر الموالي وهنا يتضح لنا أن الحساب من أوله مبني على غلط ويبقى العلم دائما عند اللّه بديع هذا الكون الذي علّم الانسان ما لم يعلم. 1 رمضان 1257 15 10 1841 1 رمضان 1425 15 10 2004 1 رمضان 1593 15 10 2167 1 رمضان 1324 17 10 1906 1 رمضان 1358 13 10 1939 1 رمضان 1492 17 10 2069 1 رمضان 1526 13 10 2102 1 رمضان 1284 26 12 1867 1 رمضان 1387 02 12 1967 1 رمضان 1490 08 11 2067 1 رمضان 1593 15 10 2167