لا حديث خلال اليومين الاخيرين في تونس و في معظم دول العالم سوى عن تأجيل القمة الفرنكفونية التي كانت ستستضيفها تونس في جزيرة جربة يومي 20 و21 نوفمبر 2021 .وقد انقسمت الآراء الى ثلاثة أقسام : الاول : مرحّب بالقرار الثاني: مصدوم بالقرار الثالث: شامت وفرح باتخاذ هذا القرار. وللأسف فكل هذه الآراء تقاسمها شعب تعداده لا يتجاوز 12مليونا في حين مرّ خبر التأجيل مرور الكرام في اغلب الدول المعنية بالمشاركة في هذه القمة. وقبل الخوض في حيثيات هذا القرار نحاول التعرّف على هذه القمة و اهدافها و المشاركين فيها و تاريخها؟ قمم الفرنكوفونية هي لقاءات رؤساء دول البلدان الاعضاء في المنظمة الدولية للفرنكوفونية. وتقام هذه القمم منذ سنة 1986 كل سنتين. أثناء هذه القمم، يقوم رؤساء الدول أو الحكومات بالتحدث والنقاش في السياسة الدولية، والاقتصاد الدولي، التعاون بين الناطقين بالفرنسية، وكذلك حقوق الإنسان، التعليم، الثقافة، والديمقراطية. وتقوم القمة أيضا باعتماد القرارات التي تراها ضرورية لحسن سير المنظمة الدولية للفرنكوفونية وتحقيق أهدافها اضافة الى انتخاب الأمين العام. جدير بالذكر أن المنظمة الفرنكوفونية ظهرت عام 1970 في نيامي بالنيجر، بعد اتفاق بين 21 دولة ناطقة بالفرنسية، بينها تونس، على إنشاء وكالة لتعزيز التعاون في مجالات الثقافة والتربية والبحث، وتضم حاليا 88 دولة، بواقع 54 عضوا و7 منتسبين و27 مراقبا. و للمهللين بالتأجيل و الشامتين فهذا التأجيل هو الثاني على التوالي بعد أن أجلت السنة الفارطة بسبب الكورونا أما الواقعية فيشاطرون رأي وزارة الخارجية التونسية وموافقة رئاسة المنظمة الفرنكفونية على التأجيل لسنة أخرى لمزيد حسن الاستعداد ولو كان الامر على خلاف ذلك لأعلنت المنظمة عن سحب القمة من تونس و أعطت أسبابها .بل ان المنظمة كانت أكثر تفهما للظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد أكثر من كثير من التونسيين الذين لايدركون أن هذا التأجيل يمنحنا فرصة لاسترداد الانفاس و اعادة ترتيب البيت من جديد ليكون لائقا باستقبال الضيوف في أكبر التجمعات العالمية . ورغم ذلك فان جربة و المسؤولين فيها يسابقون الزمن ليكونوا حاضرين في الموعد المفترض سلفا فقط ليبينوا للعالم أننا رغم كل شيء نحن جاهزون حتى لا تكون حجة علينا .فتونس قالت "نحن جاهزون لاستقبالكم وفق المعايير الدولية الامنية و اللوجستية لكننا نرغب في التأجيل لحسن ضيافتكم " وهي الرسالة التي فهمها القائمون على المنظمة الفرنكفونية . أما نحن في تونس فلا نرغب أن نستضيف القمة لغاية الاستضافة اذ لابد من استغلالها على الوجه الاكمل اقتصاديا و سياحيا و سياسيا عبر اعداد برامج و مشاريع واضحة يقع عرضها على الوفود الحاضرة من أجل دفع الاستثمار و استضافتنا لها في الوقت الحالي في هذه المرحلة الانتقالية سيحرمنا من كل هذا . تأجيل القمة الفرنفكفونية..متنفّس لتونس وما ستجنيه من هذا التأجيل أكثر بكثير مما يمكن أن ستخسره.