تعكف القوات الأمريكية والحكومة العراقية المؤقتة على وضع «اللمسات الأخيرة» لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد مدينة الفلوجة، وفق ما ذكرته مصادر متطابقة. وحسب المصادر ذاتها فإنه من غير المستبعد أن تستخدم عملية إعدام 49 جنديا عراقيا أمس الأول مبرّرا للإقدام على هذه الخطوة خصوصا في ضوء التهديدات المتواترة للحكومة العراقية المعنية باجتياح المدينة. وتستخدم القوات الأمريكية والعراقية منذ فترة «الزرقاوي» كذريعة لتبرير القصف الذي تتعرض له الفلوجة في كل مرة بالرغم من أن الصور التي تتناقلها الفضائيات بعد كل قصف تظهر أن الضحايا من الأبرياء ولا علاقة لهم ب»الزرقاوي» أصلا. ولم تستبعد مصادر عراقية في هذا الصدد أن تستخدم عملية إعدام نحو خمسين جنديا عراقيا أمس الأول من قبل الحكومة العراقية المعينة والقوات الأمريكية لتبرير «اقتحام» ربما قد أصبح وشيكا للفلوجة. «مذبحة»... لذبح الفلوجة ولاحظت المصادر ذاتها في هذا السياق أن ما يرجح هذا الاحتمال هو «التسريبات» الاعلامية التي تشير الى أن هؤلاء ليسوا من الجنود بل من أصحاب الرتب العسكرية والذين رفضوا ذبح إخوانهم في الفلوجة والنجف. وحسب المصادر فإنه من غير المستبعد أن تكون الحكومة العراقية المعينة والقوات الأمريكية وراء هذه المذبحة لهدف الانتقام من هؤلاء العسكريين أولا ولاستخدامها كمبرر لاقتحام الفلوجة ثانيا. وحذرت المصادر من أن هذه المعطيات تنذر بأن كارثة رهيبة ستحل بأهالي الفلوجة ربما بعد ساعات فقط. وقد أثارت عملية قتل الجنود العراقيين أيضا غضب العشائر في جنوب العراق الذين توعدوا بالثأر لمقتل أبنائهم بينما استنكرت الحوزة العلمية في النجف هذه الحادثة وطالبت بكشف من وصفتهم ب»المجرمين». علاوي... الصدر والفلوجة وتتزامن هذه التطورات في الواقع مع تهديدات الحكومة العراقية المعينة بأن «صبرها» قد نفد إزاء من تصفهم ب»الإرهابيين» في الفلوجة. وقال رئيس الوزراء العراقي المؤقت إياد علاوي في تصريحات له في هذا الصدد ان حكومته «ستستنفد» كل الوسائل السياسية قبل أن تستخدم القوة ضد مدينة الفلوجة. وأضاف علاوي في مقابلة مع شبكة «فوكس» التلفزيونية الأمريكية «إذا لم تنجح السياسة فإننا سنجتاحها والأكيد أن الوقت يداهمنا الآن وسنفعل كل ما في وسعنا لجعل هذا البلد آمنا، حسب قوله. وقد جاءت هذه التهديدات أيضا على لسان وزير الدفاع في الحكومة العراقية المؤقتة حازم الشعلان الذي هدد هو الآخر في نهاية الأسبوع الماضي بتنفيذ عملية عسكرية واسعة ضدّ الفلوجة في حال استنفاد الوسائل السياسية. وفي المقابل ردّ الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر بتأكيد استعداده لمدّ يد العون الى «المجاهدين» في الفلوجة في ضوء هذه «الهجمة» التي يتعرضون لها منذ نحو الشهرين. وقال الصدر في بيان وزّع في بغداد والنجف كنت أتمنى أن أخط البيان بدمي لكن الجود بالموجود «إني مستعد لمدّ يد العون لكم أيها المجاهدون في الفلوجة العزيزة». وتابع «إني لأشجب كل تعدّ لاجتياح المدن العراقية كافة وفي الوقت نفسه أتمنى أن تكون مدينتكم سالمة». وأضاف الصدر في بيانه «إذا شئتم فاختاروا طريقكم وأنا معكم يدا بيد ولكن أتمنى أن تتجنب مدينتكم وكل مدننا الحرب فلا رحمة للمحتل وستستمر المقاومة». وأوضح «أعلم أنه لا يمكن الجمع بين ما تدعيه أمريكا من ديمقراطية وما يحدث في الفلوجة وندعو الى ترك العراقيين سالمين لكي يقرّروا مصيرهم». من جانبها هدّدت هيئة علماء المسلمين السنة في العراق بمقاطعة الانتخابات المقبلة بالبلاد في حال شنّت قوات الاحتلال هجوما واسعا على الفلوجة. وقال محمد الفيضي المتحدث باسم الهيئة انه في حال اجتياح الفلوجة أو استمرار ضربها بالطائرات فإن علماء العراق سيدعون العراقيين الى مقاطعة الانتخابات. وأضاف «إن قوات الاحتلال الأمريكي خرقت بالفعل هذا الشرط بمواصلتها ضرب المدينة».