اهتمت جميع وسائل الإعلام بخبر مصرع قائد مجموعة «فاغنر» الروسية «يفغيني بريغوجين» في حادث تحطم طائرة كانت تقله شمال موسكو مع عدد من مرافقيه من قادة هذا الجيش غير النظامي. وفي انتظار استكمال التحقيقات التي مهما كشفت من حقائق لن تقنع العالم أن بوتين بريء من عملية الاغتيال ومن الانتقام على نار هادئة ، خاصة وان كل التوقّعات كانت تقول منذ اكثر من شهرين أن يأخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتن وقته في الرد وسينتقم بعد عملية التمرد او الخيانة ، وهو ما تنفيه روسيا نفيا مطلقا وتنفيه الحيثيات ، حتى إن رئيسها وصف " القتيل " بالصديق وتقدم بالتعازي لعائلته. عملية التمرد التي أتت على عدد من الطيارين الروس تم احتواؤها بوساطة من رئيس بلاروسيا وباجتماع عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببعض قادة هذه المجموعة، لكن رغم هذا الموقف الروسي الرصين في وقت عصيب، تصر بعض التقارير الغربية انه بعد عملية الإحتواء هذه جاء الوقت المناسب ل"قطع الرأس" .. مرتزقة فاغنر أو ميليشيات فاغنر أو غيرها من التسميات التي تطلق على هذه المجموعة العسكرية التي بناها بوتين ، تراجع دورها بشكل بارز في العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا بعد مسيرة الانقلاب الفاشلة التي جعلت بوتين لا يمنحها التكليف بعمليات حربية أخرى توجسا وخيفة من تمرد ثان قد ينتهي بما يتمناه الغرب وتخشاه روسيا التي كانت ستأكل من طبق حرب أهلية بسموم "طباخ بوتين" . بوفاته ومع تراجع دور مقاتلي فاغنر في أوكرانيا، ونفي المئات منهم إلى بيلاروسيا وانتقال آخرين للعمل في غرب أفريقيا ، تعيش هذه المجموعة المسلحة ظرفا صعبا قد لا يجعلها تسترجع أنفاسها بعد وفاة قائدها الذي لا يمكن تعويضه وفق بعض التقارير. بريغوجين «الوقح» ، شخصية شعبية ، لديها مناصرون كثيرون في روسيا ، فيوم دخل مدينة « "بلغرود "استقبله بعض المواطنين بالورود ، وقد وجد في هذا الاستقبال وهذه الشعبية مجالا للتمرد أكثر وهو ما يؤكده تعنته وتصريحاته الوقحة ، لكن بوفاته ونجاح القوات الروسية في الصمود ضد هجمات الجيش الأوكراني ومن ورائها أمريكا وما يقارب ال30 دولة أوروبية ، يتعزز اليوم موقف بوتين بشكل أكبر مما كان عليه الأمر قبل هذه الفترة. روسيا تواصل اليوم حربا ضروسا قوات فاغنر قد تكون فيها ضمن الجيش الرسمي ، وقد أصدر رئيسها مرسوما يلزم عناصر المجموعات المسلحة غير النظامية أداء قسم اليمين مثلما يفعل جنود الجيش يلزمهم التعهد بالإخلاص والوفاء لروسيا، وخاصة «الامتثال الصارم لأوامر القادة والمسؤولين الأعلى رتبة» ..مرسوما يأتي بعد موت « بريغوجين» الذي تخلص منه بوتين دون قتله ليتفرغ للطائرات آف 16 بعينين اثنين ..لا عين على أوكرانيا وأخرى على أمكانية الأكل من طبق مسموم يقدمه له طباخه .. راشد شعور