حمل الملياردير الأمريكي اليهودي جورج سورس السياسات التي تتبعها الحكومتان الإسرائيلية والأمريكية مسؤولية ما يقال أنه «معاداة السامية» في أوروبا في إشارة إلى نتائج الاستطلاع الذي أجرته المفوضية الأوروبية حيث ذكر نحو 60 بالمائة من الأوربيين أن إسرائيل هي الأكثر خطرا على الأمن في العالم. وال سورس في مؤتمر للمتبرعين اليهود في نيويورك الأسبوع الماضي، «إنها ليست معاداة للسامية تحديدا، ولكنها تظهر نفسها في معاداة السامية أيضا.. وإذا غيرنا الاتجاه، فعندها ستختفي أضا معاداة السامية وأنا أستطيع أن أرى كيف يمكن للمرء أن يجابهها بصورة مباشرة.» وأعرب سورس عن قلقه بشأن دوره المالي على الصعيد العالمي وقال «إن التيار الجديد المناهض للسامية يرى أن اليهود يحكمون العالم وأعمالي تبعا لذلك ساهمت أيضا في هذه الصورة.» وكان رئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد قد ذكر سورس وآخرين «كممولين يهود» مارسوا ضغطا ماليا أضر باقتصاد ماليزيا. ويذكر أن سورس يحتل المرتبة 28 في قائمة مجلة فوربس الأمريكية لأغنى أغنياء العالم حيث تقدر ثروته بسبعة مليارات دولار. وقد دعا سورس إلى تغيير النظام في الولاياتالمتحدة كما تحدث عن تمويل مشاريع في فلسطين. وقال سورس إنه لم يقدم الكثير للقضايا اليهودية والقضايا المرتبطة بإسرائيل لأن اليهود يهتمون بقضاياهم ولذلك فإن من الأفضل أن توجه قوته المالية في أماكن أخرى. وقال إنه سيؤيد «اتفاق جنيف» وهي خطة تسوية غير رسمية وقعها بالأحرف الأولى في منطقة البحر الميت في شهر أكتوبر الماضي سياسيون من السلطة الفلسطينية ومن أحزاب إسرائيلية. من جانب آخر صعد سورس حملته على الرئيس الأمريكي جورج بوش وقال إن هدفه هو إلحاق الهزيمة ببوش واصفا ذلك بأنه «مسالة حياة أو موت بالنسبة لي.» وقال «إن أمريكا (تحت قيادة بوش) خطر على العالم» مضيفا «أنا راغب في وضع أموالي حيث تكون أقوالي.» ويرى مراقبون أن سورس (74 عاما) قد أصبح اللاعب المالي الرئيسي لليسار متجاهلا صرخات اليمين متعهدا بأنه «سيعطي المزيد من المال إذا دعت الضرورة.» وكان سورس قد تعهد بتقديم خمسة ملايين دولار إلى الحركة الشعبية الأمريكية المناهضة للحرب على العراق «موف أون» وهي مجموعة ليبرالية نشطة وبذلك أصبحت مجموع تبرعاته الشخصية لإخراج بوش من السلطة 15.5 مليون دولار. ويعتقد سورس أن «أيديولوجية السيادة» توجه البيت الأبيض، وقال «عندما أسمع بوش يقول إما أن تكونوا معنا أو ضدنا فإن هذا يذكرني بالألمان ويعيد إلى الأذهان شعارات النازي على الجدران» في المجر عندما كان خاضعا للاحتلال النازي. وأعرب سورس عن قلقه من نفوذ المحافظين الجدد في حكومة بوش الذين وصفهم بأنهم «زمرة من المتطرفين يقودهم شكل فظ من الداروينية الاجتماعية» وأضاف «إن المحافظين الجدد يستغلون الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001 لتشجيع أجندة موجودة من قبل من أجل الحروب الاستباقية والهيمنة على العالم» وقال إن بوش يشعر أنه قد منح في 11 سبتمبر سلطة من الله. وهو يقود الولاياتالمتحدة والعالم إلى حلقة مفرغة من توسيع نطاق العنف.» ويرى خبراء في الحملات الانتخابية الأمريكية أن مساهمات سورس المالية ضد بوش تعبئ ثغرة في مالية الحزب الديمقراطي بعد أن وضعت موضع التنفيذ القيود التي فرضت في عام 2002 بموجب قانون ماكين-فينغولد. وقالت الناطقة باسم اللجنة القومية للحزب الجمهوري كريستين إيفرسون إن «جورج سورس قد اشترى الحزب الديمقراطي.»