عندما نعرف أن أسباب تأخر ميادة بسيليس للظهور والنجومية هي العائلة والأمومة نلتمس لها ألف عذر لقد بدأت بالرسالة الأهم... أي بالمدرسة... أليس الأم هي المدرسة الراعية لكل جيل... لكنها لم تتخل عن الرسالة الفنية بل أجلتها إلى حين والمسألة على حد قولها مسألة وقت... ميادة بسيليس أو هذا الصوت الذي يلقب بفيروز الشرق لنعومته وصفائه وسحره الرومانسي عرفها الجمهور عبر مهرجان المدينة... ميادة ظلت وفية لهذا المهرجان رغم الظروف المادية الصعبة التي يمر بها . بداية من اليوم تغني ميادة بسيليس في مهرجان المدينة بشبابيك مغلقة حيث نفذت كل التذاكر منذ أيام... وعند وصولها كنا في انتظارها وبحضور زوجها الفنان سمير كويفاتي راعي تجربتها الفنية كلمة ولحنا أجرينا الحوار التالي مع ميادة بسيليس الأم والزوجة والفنانة : بعد مهرجان المدينة... هل حان موعد مهرجان قرطاج... خاصة وأنك قد حدثتني عن عراقيل كانت أمام غيابك في الصائفة الفارطة؟ هناك موافقة مبدئية بيني وبين ادارة مهرجان قرطاج على احياء حفل في صائفة ... وأرجو أن يتحقق هذا الحلم... فقرطاج محطة هامة عند كل فنان مهما اختلفت التجارب والألوان. هل ستقدمين حفلي مهرجان المدينة بأعمال جديدة؟ نعم، سنقدم عرضين بانتاجات جديدة صدرت منذ أيام في CD بعنوان «عادي»... «عادي» هل يعني الأغاني والألحان المألوفة التي عرفك بها الجمهور، أي في خطها الرومانسي والدرامي؟ وهل ما زالت سجينة تجربة زوجك سمير كويفاتي؟ في بعض الأغاني التي هي من ألحان الفنان فتحي الجراح سأكون مختلفة عن السابق لقد جربت الايقاع والطرب في أغنيات «يا رجائي» «يا نديمي»، «الله عليك» ومع سمير كويفاتي ما زلت مع الأغنية الرومانسية الكلاسيكية ورغم أني متخرجة من مدرسة سمير الفنية إلا أن باب التعامل مع ملحنين آخرين يظل دائما مفتوحا. يبدو أن وجودك في تونس هذه المرة لا يقتصر على مهرجان المدينة؟ لنا أيضا بعض العروض بمهرجان منوبة والقيروان... ومهرجان المدينة أصبحنا أوفياء له ولا تربطنا به علاقة مادية... هذه السنة وضعنا في اعتبارنا الظروف المادية الصعبة للمهرجان... لكن قيمة المهرجان هي التي كانت في البال... ولو كنا نفكر بالماديات... لكانت مداخيل «حفلة عرس» في سوريا أكثر من مبلغ العرض لمهرجان المدينة. قلت لي سابقا إن الجمهور يعتبرك من خط فيروز... فهل الأمر كذلك حتى بعد رحيل عاصي؟ بعبارة أخرى هل أنت مع فيروز في تجربتها مع ابنها زياد؟ أنا يشرفني أن أكون في خط السيدة فيروز... وتجربة فيروز مع ميادة مهمة جدا... زياد قدم فيروز بطريقة «كثيرة حلوة وكويسة»... منحتها حياة ثانية . لكن هذه التجربة تعرضت إلى انتقادات كثيرة من قبل فيروز ورفقاء الدرب مثل الفنان وديع الصافي؟ وديع الصافي صوت على «عيني ورأسي»... لكنه «غلطان» في حق فيروز وزياد ، وزياد أفاد كثيرا فيروز... على عكس صباح التي لم تتطور... هل ما يقدمه زياد بعد «قتل الأب» والعبارة لزوجك سمير كويفاتي مثل صدمة للجيل القديم من المبدعين؟ عاصي انتهى عصره برحيله... والتجديد عادة ما يكون في البداية صدمة للجيل السابق... وهذا يعود إلى المبالغة في التمسك بالجانب الكلاسيكي ورفض التجديد. لكن زياد قدم ألحانه لفيروز مثلما قدمها للطيفة العرفاوي وفلة عبابسة وأخريات نكرات في الفن؟ هذا يندرج ضمن هفوات أو شطحات زياد في الأوقات غير العادية... ألا ينخرط تطوير اتجاهك الفني في نفس الاستثناءات... بحجة مخاطبة جمهور أرحب؟ الجمهور والفن معادلة صعبة... في عصر أصبح الفن «شغل من ليست له شغلة» وأرضاء الأذواق في مفهومي لا ينزل إلى الرداءة... بيننا هذه الأيام عدة فرق من سوريا تغني التراث... ما رأيك في القاهرة وهل لك علاقة بالتراث؟ نحن أيضا أعدنا الاشتغال على بعض الأعمال الفنية من التراث السوري وقدمناه بتوزيع جديد... ولكن هذا الشغل لم يتعد المناسبات القليلة.... من هي الأصوات التونسية التي تستمع لها ميادة بسيلس وتطرب لها؟ أصوات كثيرة لكن أمينة فاخت صوت نطرب له كثيرا وسمير زوجي له استعداد على تقديم ألحان لها.