بدأ سكّان الدول المطلّة على المحيط الهندي من أندونيسيا إلى سريلانكا أمس دفن ضحايا الزلزال المدمّر الذي ضرب عرض المحيط الهندي الأحد الماضي وأسفر عن مقتل ما يزيد عن 55 ألف شخص وفقدان عشرات الآلاف حسب إحصائيات تبقى مؤقتة فيما حذّرت حكومات الدول المنكوبة من أن تتجاوز الحصيلة 60 ألف قتيل بسبب صعوبة الوصول الى بعض المناطق المتضرّرة. وأكدت مصادر حكومية أندونيسية أمس أن الزلزال خلّف نحو 28 ألف قتيل شمال جزيرة سوماترا الأندونيسية، فيما أعلن الجيش السيرلانكي مقتل نحو 18 ألف شخص منهم 61 من عناصر الأمن اضافة الى إصابة ما يزيد عن 8 آلاف شخص بجروح. وفي نيودلهي أعلنت السلطات الهندية مقتل ما لا يقل عن 8500 شخص جرّاء الزلزال الرهيب وأمواج المدّ (تسونامي) التي أعقبته. خسائر لا تحصى وانخرط سكّان الدول المنكوبة أمس في عمليات الاغاثة والبحث عن الجثث المفقودة ودفن الجثث المكدّسة في الشوارع باستخدام ما أتيح لهم من أدوات الحفر وسط تزايد المخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة نتيجة تفسّخ الجثث بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وحذر منسق عمليات الإغاثة الدولية التابعة للأمم المتحدة يان إيفلاند من وجود خطر كبير لانتشار الأوبئة في الدول التي ضربها الزلزال بسبب تلوث مياه الشراب. وبدأت الأممالمتحدة أكبر حملة إغاثة في تاريخها بإرسال فرق إنقاذ ومساعدات انسانية من 24 بلدا. وقالت المنظمة الدولية إن المساعدات تكفي لسدّ حاجة أكثر من 500 ألف شخص في جزيرة اتشه الأندونيسية. وقد سمحت حكومة جاكرتا لفرق الاغاثة الدولية ببدء حملات البحث عن الناجين ودفن الموتى وتقديم المساعدات للمنكوبين في جزيرة اتشه التي تشهد منذ عام 1976 اضطرابات سياسية وعسكرية تقودها حركة اتشه المطالبة بانفصال الاقليم الغني بالموارد المعدنية والغاز الطبيعي عن أندونيسيا. وأعلن وزيرا خارجيتي اليابان وأستراليا أن بلديهما سيقدّمان مساعدات طبية وإغاثية إلى المناطق المتضرّرة في سريلانكا. وحذّرت حكومات الدول المنكوبة أمس من تزايد عدد الضحايا بسبب تعذّر الوصول إلى بعض المناطق المتضررة في الوقت الراهن. وأسفر الزلزال عن مقتل نحو 800 سائح أجنبي معظمهم كانوا يقضّون عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة في الدول السياحية المطلة على المحيط الهندي. شهادات من الكارثة وفي اليوم الثالث للإغاثة روى رجال الإنقاذ ما شاهدوه من آثار الزلزال المدمّر. وقال أحد عناصر الشرطة في سريلانكا ان قرى للصيادين دمّرت بالكامل ولم يبق فيها أي شيء حي يمكن أن يشير الى عدد السكان الذين كانوا يقطنون بها. وقال أحد الناجين في تايلاندا ان «جنّة سياحية تحولت الى جحيم حقيقي» في اشارة الى جزيرة «فوكات» التايلاندية. وروى أحد السياح القبرصيين كان يقضي عطلته في هذه الجزيرة أنه رأى «أشخاصا وسيارات تطير في الهواء» خلال حدوث الكارثة. وقال سولونو «لقد رأيت كل شيء، أشخاصا وسيارات تطير في الهواء، إنها كارثة حقيقية لم تبق شيئا». وقال سياح آخرون في نزل «كاولاك» بتايلاندا ان الحياة توقفت في تلك المنطقة حيث شوهدت أشجار مقطوعة وأسلاك كهربائية ملقاة على الأرض. وتحدث أحد السياح الناجين وكان يقيم في ذلك النزل عن لحظة وقوع الكارثة وقال ان المياه كانت قادمة بسرعة مذهلة وجرفت أمامها كل شيء من سيارات وواجهات المباني حتى أن البعض لم يجد الوقت لمغادرة الغرف. وكان نزل «كاولاك» الذي يضمّ 319 غرفة يؤوي 350 سائحا لحظة وقوع الكارثة.