أكد الجنرال محمد عبد الله شهواني، أحد قياديي أجهزة المخابرات العراقية أن عدد المقاومين أكبر من عدد جنود الاحتلال المنتشرين حاليا في العراق مشيرا الى أن هذا العدد قد يتجاوز حتى المائتي ألف مقاوم... واعتبر شهواني الذي قدم صورة قاتمة عن الوضع في العراق قبل أسابيع من موعد اجراء الانتخابات ان هناك نحو 40 ألف من المقاتلين يشكلون «النواة الصلبة» لهذه المقاومة. واعتبر الجنرال محمد عبد الله شهواني أن المقاومة العراقية هي خليط من البعثيين والاسلاميين والمقاتلين الاجانب الذين ينسقون في ما بينهم لشن هجمات على قوات الاحتلال في العراق. تقديرات عراقية وقال شهواني في مقابلة مع وكالة الانباء الفرنسية، أعتقد ان عدد المقاومين أكبر من عدد العسكريين في العراق مضيفا، أظن أن عددهم (المقاومون) يتجاوز ال 200 ألف فرد. وأضاف، أعتقد ان هناك نحو 40 ألف شخص يشكلون النواة الصلبة للمقاومين بينما الآخرون هم مقاتلون ليسوا دائمين او مساعدين يكتفون بتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي. ورفض مسؤول عسكري أمريكي رفيع المستوى أمس تأكيد أو نفي المعلومات التي قدمها عبد الله شهواني مشيرا الى أن الجيش الامريكي لا يملك تقديرات واضحة حول عدد المقاومين في العراق. وكان الجيش الامريكي قد قدّر عدد المقاومين في العراقي في أكتوبر الماضي ب 20 ألف بعد ان كان في السابق قد رأى أن عددهم لا يتجاوز ال 5 آلاف مقاتل... وبالنسبة الى عديد الخبراء العسكريين الامريكان فإن تحديد عدد المقاومين في العراق يعدّ من «المستحيلات» ذلك أن المقاومة لا تقتصر على منطقة دون أخرى بل أنها تنتشر في جميع أنحاء العراق.. لكن بعض الخبراء اعتبروا أن الرقم الذي قدمه أحد قياديي المخابرات العراقية يعد أقرب إلى المنطق وأكثر واقعية ومصداقية من الرقم المعلن عنه أمريكيا. تكتيك... المقاومة وقال الخبير السابق في الجيش الأمريكي بروس هوفمان في هذا الصدد «بما أن هذا العدد الذي أعلن عنه المسؤول الأمني العراقي يشمل النشطاء والأنصار والمقاومين «المؤقتين» والدائمين فإن هذا الرقم يعتبر قريبا من الحقيقة.. من جانبه قال أنطوني كوردسمان، الخبير المختص في شؤون العراق بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن إن الرقم الذي أعلن عنه الشهواني يؤكد الدعم الواسع الذي تتلقاه المقاومة في المناطق السنية بالعراق بالرغم من أن الأمريكيين ينفون ذلك إلى حد الانكار. ورأى كوردسمان ان هذا الدعم يتركز خصوصا في محافظات بغداد وبابل وصلاح الدين وديالة ونينوى والتأميم. وأضاف كوردسمان «إن العراقيين يعانون كثيرا من انعدام الأمن ومن النقص في الكهرباء ويحتاجون الى حاجة ما تحركهم موضحا انه يجب ان نتوقع ايضا انضمام قدامى الجيش العراقي السابق الى المقاومة. وتابع قائلا: انه بسبب المقاومة اصبحت عديد المدن في وسط العراق وبعض الاحياء ببغداد خارجة عن القانون.. وأضاف : ان اغلبية المقاومين مازالوا احرارا في مدن مثل الفلوجة والموصل وبغداد ومدن اخرى. وبالنسبة الى كوردسمان فإن حزب البعث العراقي يلعب دورا أساسيا في المقاومة العراقية مشيرا الى ان البعثيين الموالين للرئيس العراقي صدّام حسين يتجاوز عددهم ال 20 الف شخص. وفي ردّه عن سؤال بهذا الخصوص اجاب الشهواني قائلا ان انصار الرئيس العراقي صدّام حسين وخصوصا نائبه عزت ابراهيم واخاه غير الشقيق سبعاوي ابراهيم ومساعده محمد يونس الأحمد يمولون عمليات المقاومة ويستثمرون خبرتهم في الجيش العراقي لدعم المقاومة خصوصا في الموصل وتكريت وسامرّاء وبعقوبة وكركوك.. وفي ردّه عن سؤال آخر حول ما اذا كانت المقاومة في طريقها نحو كسب المعركة في العراق اجاب الشهواني بأنها في طريقها الى ألاّ تخسرها.